منوعات

يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: الصمت

ما أشد حاجة الإنسان المعاصر الذي يعيش في عالم مليء بالضوضاء إلى الصمت والسكون، لعله ينصت إلى صوته الداخلي العميق فحين يصمت الإنسان يصغي للكون ويشتد حضور الكائنات في وجدانه بل ويشتد حضور الإنسان أيضا وهو ليس حضور صورة الذات لكنه حضور الذات العميقة في العالم، ويقترب الإنسان في تجربة الصمت من المقدس.


فالصمت هو الينبوع لكل الأعمال التي تعبر عن وحدة الذات فيصير الصمت رسالة عميقة لمشاعر لا يمكن التعبير عنها بالكلمات لأن الشعور بالصمت والسكون
لا يكون عميقا إلا حين يكون هناك توافق تام بين الجسم والعقل والروح وقد يكون فيها تصحيح لمسار حياة الإنسان والدخول إلى عالم الصدق والصمت في الحياة اليومية قد يكون الملاذ الأخير في كثير من المواقف التي يمر بها المرء. فالصمت هو الممكن الإنساني لنقل كثير من المشاعر وما لا يمكن قوله.


والصمت قد يكون تعبيرا سلبيا عن الوجود ويعبر عن الجهل وقد يكون تعبيرا إيجابيا ويعبر عن العلم ويصبح موقفا مما يحدث حين يجبر الإنسان على الصمت عندما يتساوى الموت مع الكلام ويصبح له حينذاك دلالة سياسية، فالصمت تجربة إنسانية تنصت للوجود ولكل ما يحيط بالإنسان.

الصمت هو إفساح الوجود للغات عديدة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى