د. أيمن صابر سعيد يكتب: الإمام الثاني في القراءة والإقراء في الكوفة

هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الكوفي، أحد الأئمة السبعة، وإمام الناس في القراءة بالكوفة بعد الإمام عاصم الكوفي والأعمش، وكان ثقة حجة، مجودًا لكتاب الله تعالى قيمًا، عارفًا بالفرائض، متقنًا للغة العربية، عابدًا خاشعًا زاهدًا ورعًا قانتًا لله عز وجل، ولد سنة 80 من الهجرة، وأدرك بعض الصحابة، وقراءته ينتهي سندها إلى علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود. توفي سنة 156 هـ، وقيل 158 هـ بحلوان، مدينة في العراق، وكان شيخه الأعمش إذا رآه أقبل يقول هذا حبر القرآن وإمامه، وقال سفيان الثوري: غلب حمزة يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء. أشهر الرواة عنه بواسطة سُليم أو بسنده؛ الأول: خلف، والثاني: خلاد.
قال عنه الشاطبي في متن “حرز الأماني ووجه التهاني”:
وحمزة ما أزكاه من متورع
إمامًا صبورًا للقران مرتلا
روى خلف عنه وخلاد الذي
رواه سليم متقنًا ومحصلا
وقال ابن الجزري عنه وعن رواته في “طيبة النشر”:
وحمزة عنه سليم فخلف
منه وخلاد كلاهما اغترف
من انفرادات الإمام حمزة:
قال تعالى: “فأزالهما الشيطان عنها” بمد الزاي وتخفيف اللام- “وإن يأتوكم أسرى تفادوهم” بالإفراد- “إن تضل إحداهما” بكسر همزة إن- “فتذكر إحداهما الأخرى” برفع فتذكرُ- “ويقتلون الذين يأمرون بالقسط” ويقاتلون بدلا من يقتلون- “لما آتياتكم من كتاب وحكمة” بكسر لام لِما- “ولا تحسبن الذين كفروا”، و”ولا تحسبن الذين يبخلون” بتاء الخطاب- “سيكتب ما قالوا”بياء مضمومة وفتح التاء، “وقتلهم الأنبياء بغير حق” برفع وقتلهم، “ويقولوا ذوقوا عذاب الحريق” بياء الغيب-
“واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام” بخفض الأرحام- “وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه” بكسر لام وليحكم- “وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت” (عبد) بضم الباء، و(الطاغوت) بجر التاء،- “إذا جاء أحدكم الموت توفاه رسلنا” توفاه بألف ممالة بعد الفاء-
“كالذي استهواه الشياطين في الأرض” بألف ممالة بعد الهاء- “قل إنما حرم ربي الفواحش” بإسكان ياء ربي- “وذروا الذين يلحدون في أسمائه”، يلحدون بفتح الياء والحاء- “ما لكم من ولايتهم من شيء” ولايتهم بكسر الواو-
“يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان” يبشرهم بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففة- “يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة” بخفض رحمة- “قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم” نبشرك بفتح النون وإسكان الباء وضم الشين- “ويوم نقول نادوا شركائي الذين زعمتم” نقول بالنون- “فما اسطاعوا أن يظهروه” اسطاعوا بتشديد الطاء-
“يا زكريا إنا نبشرك فغلام” نبشرك بفتح النون وإسكان الباء وضم الشين- “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا” تساقط بفتح التاء والقاف وتخفيف السين- “فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين” تبشر بفتح التاء وإسكان الباء وضم الشين مخففة- “إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا” لأهلهُ بضم الهاء-
“وإنا اخترناك فاستمع لما يوحى” و(إنا اخترناك) بدلا من و(أنا اخترتك)- “لا تخف دركا ولا تخشى” تخف بحذف الألف وجزم الفاء- “إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا” لأهلهُ بضم الهاء-“وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم” تهدي العمي (فعل مضارع ومفعول منصوب)-
“قال لأهله امكثوا” لأهلهُ بضم الهاء-“هدى ورحمة للمحسنين” رحمة بالرفع- “وهم في الغرفة آمنون” الغرفة بالإفراد- “استكبارا في الأرض ومكر السيئ” السيئ بالإسكان- “تأخذهم وهم يخصمون” يخْصمون بإسكان الخاء وتخفيف الصاد- “فأقبلوا إليه يزفون” بضم الزاي- “إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون عنا” يلحدون بفتح الياء والحاء- “وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها” والساعةً بالنصب- “أنظرونا نقتبس من نوركم” أنظرونا بهمزة قطع وكسر الظاء- “لست عليهم بمصيطر” بالإشمام.
من العلامات المميزة في قراءة حمزة:
وقف حمزة على الهمز المتوسط؛ مثل (سألتم/ سالتم وقفا التسهيل بين الهمزة والألف)، (خاسئين/ خاسين وقفا تسهيل الهمزة أو حذفها)، (وأبصارهم؛ وابصارهم وقفا تحقيق الهمزة أو تسهيلها)، (شيئا/ شيا نقل حركة الهمزة إلى الياء، شيّا أبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء قبلها).
قرأ حمزة بإشباع المد المنفصل والمتصل.
قرأ حمزة بوصل آخر السورة بأول التي تليها دون بسملة.
أدغم خلف النون أو التنوين في الواو والياء إدغاما كاملا؛ مثل: (غشاوةٌ وّلهم)، (من يّفسد).
قرأ حمزة بكسر الهمزة وصلا إذا كان ما قبلها كسر أو ياء ساكنة، نحو: (في إمّها/ في إمّ)، (بطون إمهاتكم، بيوت إمهاتكم).
قرأ حمزة بضم الهاء وصلا ووقفا في ثلاثة ألفاظ حيث أتت، وهي: (عليهُم- إليهُم- لديهُم).
يقول ابن الجزري في مطلع الدرة المضية في القراءات الثلاث:
قل الحمد لله الذي وحده علا
ومجده واسأل عونه وتوسلا
وصل على خير الأنام محمد
وسلم وآل والصحاب ومن تلا