في ذكري ميلاد “ميريل ستريب العرب” الفنانة محسنة توفيق السياسية قبل الفنانة؟!

كتبت/ سحر عبد الفتاح
كانت الفنانة محسنة توفيق بسيطة رقيقة تعاملت معي أثناء حواري معها في عام ٢٠١٣ عند تكريمها بجائزة الدولية التقديرية للفنون خلال أول لقاء لي معها تعاملت بتلقائية شديدة وعفوية وكأنها تعرفني من قديم الزمان أو كواحدة من أسرتها، هي كانت فنانة رقيقة حالمة، ذات إرادة قوية، وذات شجون وقلب كبير ، تمثل ثورة في شخصها على جميع الأصعدة سواء على المستوى الفنى أو الإنساني بل والوطنى أيضًا، مكثت معها ساعات نتحاور معا بالرغم من إصابتها بكسور وهى طريحة الفراش، ومع ذلك كانت سعيدة بالحوار، ولم تفارق الابتسامة وجهها طوال الوقت، وكان لها تعليقات خفيفة الظل عن بعض الأصدقاء وعن بعض الأحداث التي مرت بها عبر مشوارها الطويل، تحدثت كثيرًا عن انشغالها المستمر بمعنى الثورة، وكيف عشقت الحياة والناس على واقعهم وبساطتهم واهتمت بالتعبير عن أوجاعهم وآلامهم واهتمت باكتشاف أدق التفاصيل عنهم، لتضيف إلى رهافة مشاعرها رهافة، ولعمرها أعمارًا أخرى، وهذا ما جعل مصريتها متجذرة في أعماقها، تعكسها طريقة أدائها المختلفة التي تضعها منفردة بذاتها ليست لها مثيل، أطلق عليها المخرج الكبير عاطف الطيب بالممثلة العالمية “ميريل ستريب ” وهذا تتحدث عنه أعمالها المتميزة سواء فى المسرح أو السينما أو التلفزيون، ليست محسنة توفيق عظيمة كفنانة فقط بل هي عظيمة أيضا كسياسية تحلم بالتغيير ومنذ زمن بعيد، ارتبطت بالناس فارتبطوا بها، وسعدوا بجائزتها ولاقى الأمر استحسانا وقبولاً شديدًا فى الوسطين الفني والثقافي، وعكست ضحكة كبيرة اعتلت وجهها كأفضل تعبير عن امتنانها الشديد بالجائزة وقتها..
وعن شهرتها بلقب “ميريل ستريب العرب” قالت انه كان للمخرج عاطف الطيب، فهو واحدا من أهم المخرجين اللذين تعاملت معهم الفنانة محسنة توفيق وهو من أطلق عليها لقب “ميريل ستريب العرب” .. حواري مع الفنانة محسنة توفيق نشر في مجلة ٧ أيام بتاريخ ٢٢ أكتوبر في عددها الأربعون..
اليوم تهل ذكري ميلاد محسنة توفيق فهي من مواليد ٢٨ من ديسمبر ١٩٣٩ ، وهي بدأت عملها بالفن في عام ١٩٦٢ حيث أشتهرت بدور “بهية” في فيلم العصفور للمخرج الكبير يوسف شاهين في عام ١٩٧٠ واشتهرت بشخصية “بهية” التي كان دورها في الفيلم تمثل صرخة الوطنية والدفع بالشعب الي الحرب والنصر بعد نكسة ٦٧، خاصة أن شخصيتها في الفيلم كانت “بهية” التي تمثل مصر مع كلمات الشاعر الثوري أحمد فؤاد نجم وكلمات أغنية “مصر يامة يا بهية” في الفيلم شكلوا معا مضمون واضح في أهمية خوض الحرب من جديد لتحقيق النصر ورد الهزيمة ..