تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين تثير غضبًا مصريًا وعربيًا

كتبت/ منال سعيد
في ظل تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في قطاع غزة، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا، بعد إعادته طرح مقترح تهجير سكان القطاع إلى دول عربية مجاورة، وعلى رأسها مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي.
مقترح ترامب حول تهجير سكان غزة
في 25 يناير، أعلن ترامب لأول مرة عن مقترح يهدف إلى نقل سكان قطاع غزة إلى “أماكن أكثر استقرارًا”، زاعمًا أن مصر والأردن وافقتا على استقبال النازحين، مبررًا ذلك بأن القطاع أصبح “منطقة منكوبة” جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وخلال مؤتمر صحفي في 30 يناير، وعند سؤاله عمّا إذا كانت مصر ستقبل بذلك، رد قائلًا: “نعم، ستفعل، كما قدمنا لها الكثير.”
وينص المقترح على تهجير ما بين مليون إلى مليون ونصف فلسطيني من قطاع غزة، في خطوة من شأنها تغيير التركيبة السكانية للمنطقة، بحجة تسهيل عمليات إعادة الإعمار وتحويل القطاع إلى مركز سياحي واقتصادي بعد تدميره بالكامل على يد الجيش الإسرائيلي.
الموقف المصري والأردني من التصريحات
جاء الرد المصري سريعًا وحاسمًا، حيث صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي:
“نقل الشعب الفلسطيني من أرضه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، وهذه الخطوة تهدد الأمن القومي المصري والعربي.”
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض بلاده لهذا الطرح، قائلًا:
“حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.”
غضب شعبي واسع في مصر
أثارت تصريحات ترامب غضبًا عارمًا في الشارع المصري، حيث خرج آلاف المتظاهرين صباح اليوم على الحدود المصرية-الفلسطينية، رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية، ومرددين هتافات ترفض التهجير وتؤكد دعم القضية الفلسطينية، من بينها: “فلسطين عربية حرة” و”التهجير لن يمر.”
عودة النازحين إلى شمال غزة رغم الدمار
في خضم هذه التصريحات حول مصير القطاع، بدأ سكان شمال غزة بالعودة إلى ديارهم المدمرة بعد نزوح قسري استمر لأكثر من خمسة عشر شهرًا. ورغم الدمار الكامل وانعدام المقومات الأساسية للحياة، فإن آلاف العائلات فضّلت العودة، تعبيرًا عن تمسكها بأرضها ورفضها لأي محاولات تهجير.
مستقبل قطاع غزة بين التهجير وإعادة الإعمار
يطرح مقترح ترامب تساؤلات حول مستقبل قطاع غزة، إذ إنه قد يفرض واقعًا ديموغرافيًا جديدًا على المنطقة. فهل ستنجح هذه الخطط أم أنها مجرد تصريحات لإشغال الرأي العام عن مخططات أخرى؟