محمد عبدالموجود يكتب لـ«مصر الساعة»: طاعة أولي الأمر وأهميتها في استقرار الأمة
إن طاعة أولي الأمر واجبة في الإسلام، لما لها من دور كبير في إغلاق الفتن وحفظ النظام، فقد أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أهمية طاعة أولي الأمر، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الحكم في الإسلام، وقاعدة من قواعد نظامه التي تضمن تمكين الإمام أو الحاكم من القيام بواجباته تجاه الأمة.
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، وقد ربطت هذه الآية الكريمة بين طاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر، مشيرة إلى ضرورة اتباعهم في غير معصية الله.
وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني”، هذا الحديث الشريف يوضح العلاقة الوثيقة بين طاعة الحاكم وطاعة الله ورسوله، ويؤكد على أهمية الالتزام بهذه الطاعة.
ونقل الإمام ابن حجر في فتح الباري الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم، كما اتفق الفقهاء على وجوب الطاعة للسلطان حتى وإن كان جائراً، لأن طاعته تساهم في حقن الدماء ومنع الفتن، وقد قال الإمام النووي: “وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين”.
وفي هذا السياق، ينقل عن الفضيل بن عياض قوله: “لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، بالدعاء له بالصلاح، لأن في صلاحه صلاح لرعيته، وسبباً لانتشار العدل والخير أما الدعاء عليه، فهو شر عليه وعلى رعيته، وسبب للظلم والجور وانتشار الشر”.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يرزقنا الأمن والأمان والاستقرار، ونسأل الله أن يجعل مصرنا بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.
خالص الشكر والتقدير.