شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية، وخاصة في سبتمبر 2024 مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التوجه وما يمكن أن يحمله المستقبل من توقعات لسوق الذهب أشار الخبير المصرفي والمالية وليد عادل
أحد الأسباب الرئيسية لتراجع أسعار الذهب داخل مجتمعنا هو الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري حيث يعتبر الذهب من الأصول المقومة بالدولار لذا فإن انخفاض سعر الدولار يؤدي إلى انخفاض سعر الذهب في السوق المحلى.
وأضاف..سبب آخر للاهتمام هو تراجع الطلب العالمي على الذهب خاصةً من قبل الصين والهند اللتين تعتبران من أكبر أسواق الذهب في العالم حيث تزايد الطلب على الذهب من كلا الدولتين بطريقة شديدة وملفته للانتباه من جانب البنوك المركزية الخاصة لهم وبتراجع الطلب من هذين السوقين ادى إلى انخفاض الضغط على الأسعار عالمياً مما انعكس بدوره على انخفاض الأسعار المحلية .
من ناحية أخرى اكد عادل الخبير المصرفي.. قد تتداخل العوامل الاقتصادية المحلية أيضًا مع هذا التوجه فالتحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر تؤثر على القوة الشرائية للمواطنين مما يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالاستثمار في الذهب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة مما يجد بعض الصعوبة على الكثيرون فى اقتناء الذهب او الاستثمار فيه خصوصا بعد تزايد درجات تحوط الكثير من المصريين بالشراء للحفاظ على مدخراتهم خلال الفترة السابقة حيث بلغت مشتريات المصريين من المعدن النفيس خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالى 16.2 طن، 12.2 طن خلال الفترة ذاتها من العام الماضي بنمو 33%.
من جانب آخر أشار عادل الي التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب حتى نهاية عام 2024 فمن المحتمل أن تستمر أسعار الذهب في التراجع مع تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي امام الجنية المصرى خلال الفترة القادمة وكذلك أيضًا إذا استمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسة تثبيت أسعار الفائدة وذلك مع استقرار السعر العالمى والتوجهات الاستثمارية نحو الدولار مرة اخرى.
و أوضح انه بالرغم من كل ذلك فإننا قد نشهد مفاجآة في السوق كنتيجة لأحداث غير متوقعة مثل الأزمات الجيوسياسية أو الكوارث الطبيعية التي قد تدفع المستثمرين إلى التحوط في الذهب مرة اخرى حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الشك وإذا حدث أي من هذه الأزمات قد نشهد زيادة في الطلب على الذهب وارتفاع الاسعار مرة أخرى .
واختتم الخبير المصرفي وليد عادل تصريحاته قائلا..يُعَد التراجع الحالي في أسعار الذهب في مصر نتيجة لعوامل متعددة تشمل القوة المستمرة للدولار وانخفاض الطلب العالمي فضلا عن الضغوط الاقتصادية المحلية وعلى الرغم من التوقعات بتراجع الأسعار على المدى القصير فإن الأحداث المستقبلية قد تغير هذه الديناميكيات مما يؤدي إلى تحركات غير متوقعة في سوق الذهب ويتطلب الأمر من المستثمرين والمحللين متابعة مؤشرات السوق والتطورات الاقتصادية العالمية والمحلية عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة.