بقلم:آيات مصطفى أبوالحسن
اقترن وتردد خلال العقدين الماضيين من الألفية الثالثة التي نعيشها الآن مصطلح “الحروب الصليبية” وخاصة في ظل توترات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية بالمنطقة العربية والشرق الأوسط التي عاشتها الكثير من الدول العربية و الأفريقية بصور مختلفة بداية من الحرب الأمريكية علي العراق 2003 الي ثورات الربيع العربي 2010،التي هزت و زلزالت استقرار الأوضاع الأمنية والعسكرية في الكثير من الدول العربية ودمرتها، الأمر الذي صنع مفاهيم السيطرة والهيمنة،وعودة الأمور الي سلطاتها و قوتها، في بعض الدول إن لم يكن كلها باسم “الدين و السياسة” فظهر تنظيم القاعدة في أفغانستان و علي شاكلته،الفكر الديني لجماعة الاخوان المسلمين الذي تاجر بإسم “الدين” في ثورات الربيع العربي، ليطفو من جديد بعد أن كان مختبأ في جحوره، عقوداً من الزمان.
وحتي حركات المقاومة العربية ضد الأعداء و المحتلين، أخذت من “الدين” سبيل وغطاء و وسيط لها لفرض هيمنتها و سيطرتها فما كان الا انها دفعت وغيرها من الأبرياء الثمن غاليا،ومكثت في العراء لاحول ولاقوة لها و لا لهم.
ماهية”الحروب الصليبية”؟؟
هي سلسلة من الحملات العسكرية الأوروبية ذات طابع ديني، بدأت من أوروبا بدعوة الدين والحقوق وكيفية إسترداد “بيت المقدس”، استمرت نحو قرنين من الزمان، فيما بين عامي 1096و1291م،وراح ضحيتها ملايين المواطنين بإسم “الدين”..
“الحروب الصليبية“شملت 8 حملات رئيسية، تفاوتت في حجمها وقوتها ومقدار نجاحها، وكان مقصدها الأساسي بلاد المشرق الإسلامي.
“الحروب الصليبيه” كانت من اضخم الحركات فى التاريخ و كان محيط عملياتها شاسع من المساحه الجغرافيه و من عدد البشر اللى شاركو فى احداثها.
“الحروب الصليبية” كانت حروب دينية دنياوية،،اي إنها صُنعت للسيطرة والهيمنة السياسية، و الاقتصادية، والجغرافية، والدينية حيث “بيت المقدس” في فلسطين و القدس المحتلة،حتي الآن و خيرات الشرق و مقداساته فهي تجارة باسم “الدين” لدوافع و أهداف سلطاوية وسياسية من الأساس.
وقتها..حصل حدثين مهمين الاول سلطة (صلاح الدين الأيوبى) على مصر اللى بها أصبحت تحت إيده دولة حقيقيه قوية بعدد سكان كبير و اقتصاد قوى و فوق هذا عندها اساطيل و جيش قوى و منظم قدر يخوض به معركة حطين التى كان من نتائجها استرداد المسلمين للقدس.
“الصليبيين: حينها ادركو ان مصر هى العائق الحقيقى لهم فى السيطره على “بيت المقدس” فإبتدو يوجهو جهودهم ضدها و صارت فى حد ذاتها هدف لهم..
الثاني، فى عهد السلطان بيبرس، حيث زادت شدة و حِدة المعارك بين الصليبيين و مصر ، وهُزم الصليبيين؛؛وأدرك “الصليبيين” ان مصر هى قلعة المنطقة و ترسانتها العسكرية و أن هزيمتها لن يقدروها، ولهذا السبب وقتها، ابتدت جهودهم العسكرية تتجه لمصر..
الحروب الصليبية، ورغم أنها انتهت بموت “لويس التاسع”، وفشل سيطرتهم و عجزهم في سقوط مصر، الا ان جينات ذيولهم العدائية و الموروثة فيهم، مازالت تحوم، وتطمع في العودة لُتكمل مسار ومُخطط الاستعمار ،وإحتلال، المشرق ونهب خيراته وثرواته و مقداساته، التي طالما،كثيرا أرهبت وأربكت وأفشلت خططهم، بفضل عيون صقوره و نسوره اليقظة و الفطِنة ومخالبه القوية المشدودة، دائمة الجاهزية، لصيده،وصده، ورده .