يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: الذكاء العاطفي للطفل
لم يعد الإنسان الذكي هو من يمتلك قدرات معرفية هائلة وحسب، فمثل هذه القدرات قد تتكهن بمدى نجاحه الأكاديمي، لكنها ليست كافية لتحديد الإختيارات الأنسب له في كل لحظة وعند كل مفترق ولا تضمن له نجاحا في الحياة العملية فهناك أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابة مثل : لماذا لا يحقق أشخاص ذو قدرات معرفية كبيرة نجاحا يذكر في الحياة؟
لا بد أن هناك عنصرا رئيسيا كان يتم تجاهله في تعريف الذكاء وهو الذي نطلق عليه الآن الذكاء العاطفي، فقد أصبح الذكاء العاطفي أخيرا عنصرا أساسيا في تعريف الذكاء .
فهل خطر ببالك أن تهتم بتنمية ذكاء طفلك العاطفي بالقدر نفسه الذي تحثه به على متابعة دروسه والمذاكرة الجادة ؟
قد نختلف فيما نحدده من أهداف في الحياة كل هذه الطموحات على إختلافها وتباينها متصلة بالعاطفة ولم يعد الذكاء المعرفي وحده كافيا لتحقيقها، فالعالم يتعقد كل لحظة والمشكلات المعاصرة تعتمد حلولها على طريقة تفاعلنا مع الآخرين ومدى فهمنا لأنفسنا لا على كم المعلومات التي نتمكن من حشور رؤوسنا بها ولكن كيف تساعد طفلا على إكتساب مهاراته المختلفة ؟
يعتمد الذكاء العاطفي على محاور رئيسية يجب تنميتها منذ مرحلة الطفولة المبكرة منها الوعي بالذات والآخرين والتحكم في مشاعره السلبية وتحفيز الذات من خلال اللعب ثم من خلال وقائع حياته الإجتماعية والعلمية وبعد ذلك تشجيعه على تحقيقها وبث روح التفاؤل والأمل لديه وتنمية القدرة لديه على مد جسور الصداقة مع الآخرين والتعاون معهم ولكن هل هناك أمل لغير الأذكياء عاطفيا ؟
المدهش في الذكاء العاطفي أنه قابل للنمو وذلك خلاف الذكاء المعرفي وهنا يأتي تساؤل : هل يمكننا تعلم العاطفة وكيف ننميها ؟
نستطيع ان نفعل ذلك من خلال دمج النمو المعرفي بالنمو العاطفي التي تمكن الطفل من التعامل مع المواقف المعقدة التي من الممكن أن تواجهه في الحياة، وقد أدى تطبيق منهج علوم الذات في بعض المدارس الغربية إلى إحراز نجاحات بين التلاميذ المستفيدين منه ووجد زيادة في كل النواحي .
إن تضمين المناهج التعليمية لعلوم الذات هو بمنزلة إنقاذ للعديد من الصغار ذوي الذكاء العاطفي المحدود وكذلك فإنه صمام أمان حيال المشاكل النفسية المختلفة للتي قد يعانونها .
وأخيرا إذا كان النجاح لغز الحياة الأزلي فكيف تحله لصغيرك ؟ أظن أن كلا من الذكاءين العاطفي والمعرفي يقدم جزءا من الحل .