منوعات

يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: الهوية الثقافية

يعد قطاع الشباب المستهدف الأول من البرامج الأجنبية الوافدة على الوطن العربي بهدف هدم الثقافة العربية وتذويب الشخصية العربية ومحو معالمها تمهيدا لإفنائها.

ساهم التقدم الهائل في وسائل الإتصال في تقريب المسافات بين بقاع العالم المختلفة حيث أصبح العالم من الناحية الإعلامية أصغر مما هو عليه الواقع نتيجة سرعة تداول الأنباء وتناقل المعلومات والآراء
كما أصبح من العسير التصدي للتيارات الثقافية الوافدة من الخارج أو تجاهل الإتجاهات الفكرية في أي بقعة من بقايا العالم ولم يعد من الممكن صد الغزو الإعلامي المدعم بالحقائق الثابتة، كما كان يحدث في الماضي بإستخدام أساليب المنع أو التشويش ويعد قطاع الشباب المستهدف الأول لإضعاف إنتمائهم إلى التراب الوطني والتراث الحضاري وتوسيع الإغتراب وفقدان المعايير الثقافية من دون تأصيل مستمد من تاريخ المجتمع وتراثه مما يؤدي إلى صراع الأجيال الذي من شأنه أن يؤدي إلى توسيع الفجوة بينهم وبناء الجسور مما يؤدي إلى تقويض أركان التماسك الإجتماعي وزيادة الأنانية وضعف الولاء للمجتمع. وهنا تكمن خطورة الغزو الثقافي.

ولا يعني ذلك أن نعزل أنفسنا عن العالم ولكن لا بد من الإنفتاح على الثقافات الأخرى أخذا وعطاءا مع الحذر من الوقوع فريسة للثقافات والخضوع لسيطرتها وهنا تكمن الخطورة إذا تحول الإنسياب الثقافي الطبيعي إلى تدفق ثقافي موجه للتأثير في شخصية الأمة وطمس معالم ثقافتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى