سياسة

د. خالد عنان الأمين العام لحزب تحيا مصر يكتب: قراءة من واقع الأحداث الحالية

الحرب الكبرى علي وشك البدأ.. ومصر العظيمة ضمانة البقاء و مركز المقاومة!

كل المؤشرات الحالية تشي أن المساحة من إيران إلي مصر مروراً بتركيا، وبقايا دول خريف الدمار العبري أو المسمي بالربيع العربي ستعود مجدداً لتصبح رقعة الشطرنج في لعبة الأمم بين أمريكا و روسيا و الصين لبسط القوة و تحقيق النفوذ والسيطرة علي المقدرات و الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة و المياه.

والخطة الجديدة أنه طالما الأزمة المفتعلة
آلتي بدأت من 7 أكتوبر 2023 لم تحقق كامل بنك مردود الأهداف المطلوب منها فالحل الأسرع و الأكثر إنجازاً هو الحرب الشاملة حرب تشمل الإقليم كله مسرحها الشرق الأوسط من شرقه إلي غربه ومن شماله إلي جنوبه.. بشكل و وجه جديد من أشكال الفوضى الخلاقة ولكن هذه المرة بالحروب المباشرة سريعة الإنتشار والإشتعال علي أسس جديدة، بعضها إيديولوچي أو ديني أو عرقي أو لإحتلال مساحات من أراض جديدة أو إخفاء دويلات صغيرة من الخريطة وليس بالثورات المصنعة أو المصدرة أو المعدة سلفاً كجزء من مشروع المليار الذهبي والحكومة العالمية الموحدة والدين الإبراهيمي الجديد الذي بدأ التبشير به وإعتناقه بالفعل في عدة مناطق و دول منها للأسف الشديد بعض المناطق داخل دول عربية.

ومن المؤكد أن إسرائيل ستكون رأس حربة الغرب في هذه اللعبة لتضمن بقائها و بسط نفوذها و سطوتها لعقود طويلة.. والجديد أن تقريراً أمريكياً رسمياً صريحاً، يقول أن إسرائيل و إيران لن يكونا وحدهما في هذه الحرب التليفزيونية، بالأدق ليست إسرائيل وإيران بمليشياتها في العراق و سوريا و لبنان و اليمن .. ولكن يتم إنتاج حدث سياسي جلل، يعقبه سلسلة تفاعلات سياسية ينتج عنه توريط كلاً من مصر وتركيا في هذه الحرب بشكل أو بآخر .

والمطلوب هو خراب المنطقة الجغرافية من إيران شرقاً إلى مصر غرباً مروراً بالعراق والشام و تركيا وشمال الجزيرة العربية وأجزاء من أطرافها لتشتعل وتسقط كل حكوماتها بشكل دراماتيكي وتسوي مدن بأكملها بالأرض، مثل ما حدث في غزة علي أيدي الإسرائيليين، وفى دير الزور والموصل والرقة على يد داعش.

والدواعش من كل بلاد العالم جاهزين وينتظرون الإشارة لدخول الحرب بقيادة أمريكية بحتة.. وهنا نسأل سؤالاً بريئاً أين هم الآن، وكيف أختفوا و من منحهم الملاذات الآمنة؟؟؟

والغرض هو أن تصبح المنطقة غير صالحة لأى مشاريع تنموية صينية كطريق الحرير أو إستثمارات روسية أو تكتلات إقتصادية كالبريكس أو أي تجارب تنموية وطنية مثل التجربة المصرية إلى جانب إنتهاء صلاحية الدور الوظيفي لقطر وتركيا وإيران والجماعات كحماس وحزب الله وغيرهما وقد ظهر ذلك بالفعل من خلال عمليات الإغتيالات المتتالية وآلتي بدأت بقاسم سليماني، والعديد من قادة حماس مروراً برئيسي و نهايةً بإسماعيل هنية والقائمة ستطول و ستتوالي.

الموضوع ليست له علاقة بمصر وتركيا وإيران أو تصفية وإنقراض القضية الفلسطينية وفقط، ولكن تأصيلاً لفكرة أن الشرق الأوسط سيتحول لحديقة من الفوضى المتماوجة، وقاعدة عسكرية مفتوحة للإرهاب، ليتصدر في وجه روسيا والصين وكوريا، وفى المرة التالية الهند و باكستان و اليابان.

ولا تستغربوا مما يكتب فالغرب لا وطن له أو قلب أو دين أو هوية راسخة أو قيم روحية أو إنسانية وهذه حقيقة تاريخية لا يستطيع أحد إنكارها أيضاً لا حليف ثابت أو باق له فإذا تحالف الغرب اليوم مع حليف ضد الصين غداً سينقلب عليه متي نال غرضه وتحققت مصلحته وسيقتلونه بدم بارد و يلبسون قناع البراءة، ملتحفين رداء الضحية .

وقد أعلنت مصادر رسمية متعددة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أصدر أوامره لوزارة الدفاع الروسية بتقديم كل السلاح اللازم لإيران متي طلبته، وبفتح دعم غير محدود، ووضع كافة الإمكانيات لمصر متي دقت لديها طبول الحرب.

روسيا ليس من مصلحتها تحقيق أمريكا أو الغرب لأي إنتصار أو كسب أراض أو نفوذ جديد في الشرق الأوسط سواءً كانت اللعبة حرب إقليمية أو حرب شاملة أو حتى مواجهة بين محور إيران و إسرائيل .. وبالتالي فالمعسكر الشرقي لن يقف صامتاً أو مكتوف اليدين إذا رأي الشرق الأوسط يوشك علي الإشتعال، وبالتالي سيدعم أطرافاً ودولاً ومحاور وستصبح حرباً عالمية بالوكالة مثل الحرب الباردة بالظبط، والتي أستمرت أربعين عاماً و يزيد
تنهش في كرامة الدول وأعراض الشعوب
إلي أن تمت تصفية الإتحاد السوفيتي حتى آخر قطرة.

والحل الوحيد هو ما قامت به مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ثورة 30 يونيو 2013 حتى اليوم، من إعادة بناء جيش وطني قوي هو الأكبر في تاريخ مصر علي الإطلاق ببرنامج تسليحي أسطوري لا مثيل له تنوعاً دون الإعتماد علي دولة واحدة بعينها، ليغلق الباب أمام لعبة الحرب الشاملة آلتي تم الإعداد لها عام 2011.

الحرب ستعود رحاها من جديد في سوريا و العراق و ليبيا و اليمن و لبنان وللأسف الشديد من المستهدف أن تكون الضحية الأولي هي السودان، وليس ببعيد محاولة زعزعة إستقرار الأردن بإسم الثورات و الحريات و تداول السلطة.

أما الدول آلتي سقطت فقد لا تعود مجدداً
لتصبح أكثر إشتعالاً لتصدره إلي باقي المنطقة، وستظل مصر هي عاصمة المقاومة الحقيقية، في المنطقة لمشاريع الشرق الأوسط الكبير و الجديد وخزعبلاته الكارثية.

تقود مصر المقاومة من خلال دعم الجيوش الوطنية ومؤسسات الدول الشرعية وليس المليشيات من خلال التصدي الحازم لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وطمس هويتها بشكل نهائي.

محاولة إستعادة سوريا من الإحتلال الإيراني و منعها من أن تكون ولاية جديدة في الإمبراطورية الفارسية المنتظرة، ودعم الجيش الوطني السوداني و منع تقسيم الدولة و الحفاظ علي هويتها
و ثروات و مقدرات شعبها.

ودعم وحدة ليبيا و إقرار السلام وفرملة تفكيك الدولة الليبية، ودعم الجيش الوطني اللبناني حتى لا تلتهمه المليشيات الإيرانية
المتحالفة أساساً مع المصالح الإسرائيلية الأمريكية بشكل سافر، دعم الجيش الوطني العراقي والمؤسسات الأمنية العراقية للتصدي للتنظيمات المسلحة المدعومة من الخارج و من إيران وتدريب مجموعات من الجيش والأجهزة الأمنية العراقية تحت إشراف مصري.

ودعم وحدة اليمن وإستعادة الدولة والجيش الشرعي السيطرة على كامل أرضه، وإستعادة هيبته العربية والقومية، ورفض كل فتن الفرقة مع دول الخليج من أجل الحفاظ علي حلم الوحدة العربية، والشراكة الدائمة كآلية أكيدة للبقاء، كلاعب محوري مؤثر في المعادلة العالمية.

هذه هي عناصر المقاومة الحقيقية آلتي تقودها مصر ضد المشروع الصهيوأمريكي، لذلك فلعبة صناعة الغليان ووباء الشائعات اللذان ينهشان في وعى المصريين على يد اللجان الإليكترونية الإخوانية، وأجهزة المخابرات المعادية التابعين لها، والوحدة 8200 من جهاز الإستخبارات الإسرائيلية، تعمل على مدار الساعة وبميزانيات مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم من عواصم أوروبية وأمريكية وإقليمية لضرب الجيش المصري والدولة المصرية لأنه الجيش الوطني الوحيد الباقي.

لا يستطيع جيش أن يصمد و شعبه يقف ضده الجيش السوري واليمني والليبي والسوداني تهاووا و بدأ سقوطهم وإضعافهم يوم أن قام شرذمة من الشعب أو هكذا ظهروا بتخريب بلده بدعوى الثورة في مؤامرة الربيع العربي، وفتح الباب للمليشيات للتحكم في مقدرات أمتهم.

والجيش العراقي سقط يوم أن تخلى عنه شعبه أثناء الحرب ضد الغزو الأمريكي، وتركوا المقاومة و الدفاع عن وطنهم، وقاموا بتحطيم تماثيل صدام حسين بزعم أن الأمريكان سيحققون لهم الحرية و الديمقراطية و الرخاء، فما رأيكم فيما يعيشه العراق الآن؟؟؟.بعد أن كان من أغني دول العالم رغم حربه ضد إيران.

وبقاء الجيش المصري حتى الآن هو نتيجة حتمية لدعم الشعب المصري له ووقوفه خلف الدولة منذ عام ٢٠١٣ حتى اليوم وتلاحم الشعب و جيشه بالإضافة لتركيبة الجيش المصري نفسه، وقيادته الحكيمة التي لم تندفع إلى فخاخ ولم تتهاون في سيادة أو تفريط، وهذا أحد أسرار الحملات الشعواء على الجيش المصري والدولة المصرية ليلاً و نهاراً بلا توقف.

ولكن ستبقي مصر صخرة الشرف آلتي تتحطم عليها كل أطماع الرعاع من أحفاد القردة والخنازير وعبدة الشيطان و جنود الدجال.

وللحديث بقية ما دام في العمر بقية، عاشت مصر كما تستحق أمةً عظمي بين الأمم.

الدكتور خالد عنان الأمين العام لحزب تحيا مصر إرادة الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى