أحمد عمار الشطوري: خدعوك فقالوا: قيراط حظ ولا فدان شطارة

كثيرًا ما يتردد على ألسنة الناس المثل الشعبي الشهير: “قيراط حظ ولا فدان شطارة”، في إشارة إلى أن الحظ قد يفوق الجهد والعمل. غير أن الحقيقة أبعد ما تكون عن هذا المفهوم الخاطئ، فالحظ وحده لا يكفي لتحقيق النجاح ما لم يقترن بالعمل الجاد والإعداد المسبق.
فالفرص لا تفيد من لم يستعد لها، بل تمر من أمام عينيه وكأنها لم تكن. أما العقل المستعد، فهو الذي يلتقطها في لحظتها، ويحولها إلى إنجاز حقيقي بالسعي والاجتهاد.
والنجاح في ميزان القرآن الكريم ليس ضربة عشوائية من “الحظ”، بل سنة إلهية وضعها الله في كونه: “من جد وجد، ومن سعى نال بتوفيق الله”. قال تعالى:
﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾.
إن الحظ لا يأتي لمن استسلم للكسل والاتكالية، حتى وإن أكثر من الدعاء ليلًا ونهارًا. فالله أمر بالسعي في الأرض، والأخذ بالأسباب، ثم يأتي التوفيق من عنده سبحانه. بل إن الحظ والتوفيق قد يمنحهما الله لمن يعمل ويجتهد حتى وإن لم يكن مؤمنًا، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
الخلاصة … الحظ لا ينتظر أحدًا، بل هو ثمرة استعداد وجهد، والله لا ينزل موائد من السماء إلا معجزة. فاجعل من عملك واجتهادك أساسًا، وستجد أن الحظ يبتسم لك في اللحظة المناسبة.