أحمد عمار الشطوري يكتب: إلي كل مسؤول في مكانه

الغضب السريع قد يحرمك أعظم المكاسب، ويهدم ما بنيته في سنوات، هذه حقيقة يؤكدها القرآن الكريم قبل أن يبرهنها الواقع.
يقول الله تعالى: “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ”.
قصة نبي الله يونس عليه السلام تعطينا درسًا خالدًا؛ فقد غضب من قومه وتركهم قبل أن يؤذن له، فابتلاه الله بكرب شديد. لكنه حين صبر ولجأ إلى التسبيح والدعاء، نجا وعاد أقوى، لتكون قريته الوحيدة التي آمنت كلها فأنجاها الله.
هذه القصة العظيمة تنعكس بوضوح على حياتنا اليومية:
المدير الذي يستسلم لغضبه ويترك موقعه، ينهار فريقه بدل أن ينهض.
الأب أو الأم إذا انسحبوا من دورهم بسبب ضيق أو عصبية، ضاع الأبناء وتاهوا.
القائد أو المصلح إن ترك مسؤوليته عند أول عقبة، يفقد الناس الأمل ويزداد الباطل قوة.
المربي أو المدرس إذا غضب واعتزل، حُرم طلابه من علمه وتوجيهه.
المسؤولية تحتاج إلى صدر واسع وصبر طويل. الغضب لا يغير واقعًا، لكنه قد يضيع فرصًا، بينما الثبات هو السبيل لصناعة التغيير الحقيقي.
وهكذا يعلمنا القرآن أن لا نكون أسرى الغضب، فالمسؤول الحق هو من يثبت أمام العواصف حتى تتحول الأزمات إلى مكاسب.