منوعات

أحمد عمار الشطوري يكتب: طوبى لصانعي السلام

ليست كل الحروب تُدار في ميادين القتال، ولا كل المعارك تُخاض بالرصاص والقنابل. فهناك حروب صامتة تنشب في البيوت بكلمة جارحة، وفي أماكن العمل بإشاعة مغرضة، وفي المجالس بزرع الفتن بين الناس. إنها حروب تُفتت القلوب، وتكسر الروابط، وتحول الأخ إلى عدو، وتقطع صلة الأرحام.

السلام ليس مجرد اتفاقيات تُوقّع بين الدول، بل هو ثقافة تبدأ من كلمة طيبة، ومن تصرف حكيم، ومن قلب لا يعرف البغضاء.
طوبى لصانعي السلام… أولئك الذين يطفئون شرارة الخصام قبل أن تشتعل، ويجمعون القلوب بدل أن يفرقوها، ويختارون القول الحسن بدل السم المغلف بالعسل.

طوبى لمن يسعى للإصلاح بين الناس كما أمرنا الله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون”

فالأخوة الإيمانية تدعو إلى المحبة والوئام، وتحذر من الفرقة والاقتتال. وطوبى لمن تجنب الفتنة، عملاً بقول الله تعالى: “والفتنة أشد من القتل”

فالفتنة تقتل القلوب قبل أن تُزهق الأرواح.
ويظل نداء القرآن الكريم يذكرنا: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين”

فلنكف عن الصراعات التي لا طائل منها، فليس هناك ما يستحق أن نخسر من أجله إنسانيتنا وروابطنا.

(الكاتب الصحفي أحمد عمار الشطوري رئيس مجلس إدارة جريدة مصر الساعة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى