د. سهير القلماوي .. كانت امرأة صاحبة مشروع ثقافي
د. سهير القلماوي .. كانت امرأة صاحبة مشروع ثقافي

كتبت/ سحرعبدالفتاح
في مثل هذا اليوم، العشرين من يوليو عام ١٩١١، وُلدت سهير القلماوي، إحدى العلامات الفارقة في تاريخ الثقافة المصرية والعربية. نشأت في أسرة متفتحة، وتلقت تعليمها في بيئة مشجعة، ثم التحقت بالجامعة المصرية لتصبح أول فتاة تنضم إلى قسم اللغة العربية، فكانت أولى الطالبات، حتي انها كانت الطالبة الوحيدة في قسم يضم ١٤ طالب، ثم هي كانت أولى المعيدات، ثم أول من حصلت على الدكتوراه في الأدب من نساء مصر، بإشراف عميد الأدب العربي طه حسين، الذي كان يرى فيها تلميذة ذات طموح مختلف وأفق رحب.
قال عنها طه حسين:
“سهير القلماوي ليست مجرد تلميذة، إنها عقل ناضج، وضمير حي، وروح باحثة عن الحقيقة.”
اختارها طه حسين لتكون أول معيدة في قسم اللغة العربية، مؤمنًا بقدرتها على تمثيل المرأة المصرية فكريًا وأكاديميًا.
لم تكن القلماوي مجرد ناقدة وأكاديمية، بل كانت امرأة صاحبة مشروع ثقافي. من مؤلفاتها الرائدة في النقد والأدب إلى دورها البارز في إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، كانت سهير القلماوي تؤمن بأن الثقافة ركيزة من ركائز نهضة الأمة، وأن للمرأة مكاناً لا يُختصر في الهامش.
في ذكرى ميلادها، نحتفي بامرأة سبقت زمنها، ومهّدت الطريق لغيرها، وخلّدت اسمها لا بالحضور فقط، بل بالأثر الممتد، في جامعاتنا، وكتبنا، وعقولنا.