اليوم ذكرى وفاه امير القلوب الشيخ محمد صديق المنشاوي

بقلم احمد عمار الشطوري
شيخ ولد من رحم الخشوع وتربى بين أحضان التضرع والسكينة فأصبح رئيسا لجمهورية الاحساس بلا منافس أو منازع فهو الذى يدق أبواب القلب في خضوع وتواضع ليدخل بسرعة البرق و ينشر احساسه الرائع وخشوعه الرهيب . إنه قيثارة السماء وحسنة الزمان ، وهب نفسه لتلاوة القران ووهب حياته لخدمة دولة التلاوة ،صوته يدخل إلى القلب بلا استئذان، اذا رتّل رتّلت معه النجوم والأفلاك وكفّت الأرض عن الدوران، إنه القارئ الخاشع الباكى الذى تنزفُ نفسهُ مع آيات التلاوة ..فسر القران قولاً وعملاً وسلوكاً.. واحتل مكانهُ فى دولة التلاوة فكان عملاقا فى مدرسة لا تقبل التلاميذ..الوحيد الذى انتقلت إليه الإذاعة دون غيره ..وإذا كان كل المقرئين وروداً فإنها ورودٌ خارج البستان ، أما هو فوردة من داخل البستان ..هل عرفته ؟ إنه الصوت الشجى الندِّى الحزين الباكى.. صاحب الصبا المُعجز.. صوته يجعلك تسبح فى ملكوت السماع فان كان لك قلب عشت الجنان وسمعت خفقات السماء وارتعدت من فرط وصف الجحيم واستعذت من نار السموم صوت ملئ بالشجن ..يقرا وكانه استبان له القدر أقبل على القرآن بعقله وقلبه وجوارحه، ولم يتاجر بآياته بل كان يقرا لله وبالله وفى الله يفنى نفسه فى الآيات كانه يستنفذ فى كل آيه نفساً من أنفاسه ولحظة من حياته ..،الخشوع والشجن عصب تلاوته وسر من أسرار حلو سماعه أحسبه كذلك ولا أزكى على الله أحدا.. إنه الشيخ محمد صديق المنشاوى قارئ كوكب الارض الاول التى تمر ذكرى وفاته ال56 اليوم رحمه الله رحمة واسعة