فن وثقافة

إمام الدعاة .. أعيش حياتي ولا أنسى ربي ..

إمام الدعاة .. أعيش حياتي ولا أنسى ربي ..

كتبت/ سحرعبدالفتاح
أتسم الشيخ محمد متولي الشعراوي بالتلقائية والسلاسة في القول والشرح والتفسير، الأمر الذي جعله يصل الي الجميع بسهولة، فاشتهر بخواطره التي فسر فيها القرآن الكريم بطرق مبسطة، حيث جذب شريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، فهو يتمتع بشعبية كبيرة حتي الآن رغم رحيله منذ العديد من السنوات ..
كان الشعراوي يدعو الي الدين الوسطي مع مواكبة ما يحدث من تطور مستمر في الحياة في كافة المجالات، وكان له دور مهم وله قصص معروفه مع مشاهير الفن والأدب.
من مقولات الشعراوي الشهيرة التي وصف فيها نفسه هي: “أتطور ولا أنسى ديني.. أفعل ما يسعدني ولا أنسى فروضي.. أعيش حياتي ولا أنسى ربي.. هذه هي الحرية بنظري.”
تلك المقولة تحمل الكثير من المعاني التي تجعلنا نتأمل في نهج هذا الشيخ العظيم في الحياة ، حيث السعي الي الاتزان النفسي، وتحقيق الذات، وإعلاء قيمة الحرية، وأهمية الحاجات الروحية والنفسية لتحقيق التكامل النفسي، وتحقيق احتياجاته الجسدية والنفسية التي تتمثل في السعادة، والطموح والتطور مع الالتزام الديني والروحي، للوصول الي الحرية المسئولة التي تعكس نضجه النفسي، هذا ما أكدت عليه العديد من المدارس النفسية فقال: ” كارل روجرز ” و”أبراهام ماسلو” أن الإنسان يسعى للوصول إلى تحقيق الذات Self-Actualization بطريقة تُراعي القيم الأخلاقية والدينية لدى الفرد.
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في ١٥ من ابريل عام ١٩١١ ، ورحل عن عالمنا في ١٧ من يونيو عام ١٩٩٨ ، لقب بإمام الدعاة، ونال العديد من التكريمات منها : اختيار رابطة العالم الإسلامي له بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر، حصل علي وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عامي ١٩٨٣ و ١٩٨٨، ووسام يوم الدعاة، حصل علي دكتوراه فخرية في الآداب، من جامعتي المنصورة والمنوفية.
كما اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام الإسلامية في دورتها الأولى عام ١٩٩٨، وجعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي عامَ ١٩٨٩، والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.
أنتجت مدينة الإنتاج الإعلامي مسلسل تليفزيوني بعنوان “إمام الدعاة” عن سيرته الذاتية منذ نشأته في قرية دقادوس، وتعليمه وهو طفل في كتاب القرية، وحفظه للقرآن الكريم وعلاقته بأهل القرية ثم مراحل شبابه وكهولته وكفاحه في تفسير القرآن وتعليمه، تم عرض المسلسل في ٢٠٠٣ ، وهو من تأليف بهاء الدين إبراهيم وإخراج مصطفى الشال، وبطولة الفنان “حسن يوسف، والفنانة عفاف شعيب”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى