يسر النوالي تكتب: التداوي بالكلمة

تحظى الكلمة سواء المكتوبة أو المنطوقة بأهمية خاصة في وجدان أي إنسان، فالكلمة بداية الحياة ومن هذا المنطلق الإنساني يشير إلى التداوي كمصطلح طبي يتعلق بالعلاج وأن دور الكتابة التعبيرية يتمثل في أهميته فالتفريغ الإنفعالي من خلال رصد المشاعر والإنفعالات والمواقف على الورق وإسقاطها من الأعماق والتخلص من النماذج البشرية المزعجة والشريرة التي تسكن عقولنا تلك التي تثير القلق في حياتنا وتخطف منا السعادة والإستقرار وتقلص خارطة طموحاتنا وأحلامنا .
الكلمة عالم تغوص فيه ذواتنا وذوات الآخرين ولكننا للأسف نكاد نغيب الكتابة في عالمنا فهي لا تقتصر على الإستشفاء النفسي بل الإقتراب من أنفسنا والإتصال بذواتنا، نحن نعيش قصصا كثيرة في حياتنا تؤثر في مسارنا وحيويتنا وفي طموحاتنا وحينما نفهم أنفسنا سنفهم بالطبع الآخرين كما نحرص في طرحنا على تأكيد أهمية الرجوع إلى القرءان الكريم كمصدر ثري بالمعاني والدلالات وفيه الكلمة الطيبة التي يحتاج إليها كل فرد مسلم وعلى أساسها أصبح للإنسان قيمة ومعنى وعليه يجب الإرتقاء بالكلمة وخاصة الأدبية منها لتصبح مصدرا للعلاج وهو أسلوب يبدو جديدا على مجتمعاتنا إلا أنه موجود في أمريكا وبريطانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى وأن قيس الملوح كان رائدا في هذا المجال حينما قال: “وما أشرف الإيقاع إلا صبابة
ولا أنشد الشعر إلا تداويا” أن التداوي بالكلمة لم يأت من الغرب ولكنه جاء من العالم العربي مثل الطب النبوي وغيره.