إحسان عبد القدوس فارس الرومانسية وكاهن معبد الحب.. أمي هي من صنعتني
يقولون أن المرأة لغز كبير يصعب علي الرجال فك رموزه، لكن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كان متفهم جدا لطبيعة المرأة يكتب عنها ويدافع عن حريتها ويشرح أدق مشاعرها

كتبت/ سحر عبد الفتاح
يقولون أن المرأة لغز كبير يصعب علي الرجال فك رموزه، لكن الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كان متفهم جدا لطبيعة المرأة يكتب عنها ويدافع عن حريتها ويشرح أدق مشاعرها، ذلك لأنه ببساطة كان عاشقا حقيقياً للمرأة، حتي إنه لقب بكاهن معبد الحب، ونصير المرأة ، كتب أكثر من ستمائة قصة أغلبها تدور حول المرأة ، من هذه الأعمال “النظارة السوداء ، أنا حرة ، لا تطفئ الشمس ، صانع الحب، حتي لا يطير الدخان، العذراء والشعر الأبيض، إمبراطورية م، لا أنام، في بيتنا رجل، لن أعيش في جلباب ابي، بئر الحرمان، منتهي الحب، ونسيت إني امرأة، دمي ودموعي وإبتساماتي” ، تحولت العديد من قصصه الي أعمال فنية درامية ودرامية، وله تسعة وأربعين فيلم علامات مضيئة في مكتبة السينما المصرية.
ولد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عام ١٩١٩، التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج عام 1942، لكنه فشل في أن يكون محامياً، قال إحسان في إحدي حواراته : «كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً».
ولد إحسان عبد القدوس لأب مصري وأم لبنانية هي السيدة فاطمة اليوسف الشهيرة بروزاليوسف هي صحفية وفنانة ومؤسسة مجلة روزاليوسف ومجلة صباح الخير، كان جده من خريجي الأزهر الشريف، ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه كان متدين جداً، يفرض علي جميع النساء الإلتزام وعدم الظهور بدون حجاب ، وفي ذات الوقت كان والد إحسان عبد القدوس ممثل ومؤلف ووالدته سيدة متحررة تعقد الندوات الثقافية التي تتجاذب الآراء والنقاشات فيها مع الشعراء والساسة والمثقفين ورجال الفن.
وتربي إحسان في بيت جده حيث أنفصل والده عن والدته قبل أن يولد ، فنشأ وترعرع في بيت جده وقامت بتربيته عمته، كان جده بعقد الندوات الدينية ووالدته تعقد ندوات أخري ثقافية وسياسية وفنية ، كان يعيش إحسان عبد القدوس بين تيارات فكرية متناقضة كلا منهما يجذبه تاره ويدهشه تارة أخري، كان محب وعاشقا لنشاط والدته وفكرها وفنها وثقافتها وإنها دائماً مشغولة بمشروع او فكرة ما تسعي نحو تحقيقها ، وقال عنها “أمي هي من صنعت مني هذا الرجل”.. هكذا تكون فكر ووجدان إحسان عبد القدوس.
الكاتب إحسان عبد القدوس لم يكن عاشقاً علي الورق فقط بل كان عاشقا حقيقياً لزوجته لواحظ عبدالمجيد، الشهيرة بـ”لولا”، التى أستمر زواجه منها ٤٧ عاما، كانت هي التي تقف وراؤه لتحقيق أحلامه وطموحاته، وجه لها تحيه وإهداء عبر روايته “لاتطفئ الشمس” التي تحولت الي فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيوني” فيما بعد .. وكان هذا الإهداء.. “الى السيدة التي عبرت معى ظلام حتى الحيرة .. والحب في قلبينا … وصلنا معا الى شاطئ الشمس .. الى الهدوء الذي صان لي ثورتي .. والصبر الذي رطب لهفتي .. والعقل الذي أضاء فني . . والصفح الذي غسل اخطائي .. الى حلم صبای .. وذخيرة شبابي .. وراحة شيخوختي .. الى زوجتي .. والحب في قلبينا ..” إمضاء احسان عبد القدوس .. في ۲ مارس ١٩٥٩ ..
ترجمت العديد من أعماله الي العديد من اللغات الأجنبية ، حصل علي العديد من الجوائز منها “جائزة الدولة التقديرية في الآداب وجائزة أفضل قصة فيلم عن “الرصاصة لا تزال في جيبي، دمي ودموعي وإبتساماتي”، وحصل علي وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر”.