طعنوه أمام شقيقه ودفنوا أحلامه في شهر العسل.. مأساة “عريس فيصل” الذي دفع حياته ثمنًا لدراجته البخارية
موقع مصر الساعة
كتبت: داليا محمد
عريس فيصل، في الساعات الأولى من فجر الخميس، عندما كانت شوارع الجيزة تستعد لاستقبال أول خيوط النهار، حدثت جريمة هزت منطقة فيصل وكسرت قلوب الجميع، محمود تامر، شاب في العشرينيات من عمره، لم يكن يعلم أن رحلة عودته من عمله ستنتهي بفقدان حياته على يد لصوص.
لحظات الرعب
كان “محمود” عريس فيصل يقود دراجته البخارية برفقة شقيقه “علي” وصبي صغير يُدعى “محمد”، عائدين من ورشة التنجيد التي يعملون بها، فجأة، اعترض طريقهم ثلاثة أشخاص مسلحين، حاولوا سرقة الدراجة البخارية، وعندما قاوم “محمود” لحماية ممتلكاته، تلقى طعنتين قاتلتين في صدره ووجهه، أما شقيقه “علي”، فقد أصيب بجروح أقل خطورة، فيما فر الصبي “محمد” مذعورًا.
وداعًا في شهر العسل
“محمود” عريس فيصل، الذي لم يمر على زواجه سوى شهر واحد، نُقل إلى مستشفى قصر العيني حيث حاول الأطباء إنقاذه، لكن الطعنات كانت أعمق من أن تُعالج، توفي الشاب تاركًا وراءه زوجة مفجوعة، وأسرة مكلومة، وذكريات لا تنسى.
زوجته الشابة، التي كانت تعيش شهر العسل، وجدت نفسها فجأة أرملة، بكلمات مفعمة بالحزن، قالت: “راح مني وإحنا لسه بنبني حياتنا… كان بيشتغل ليل نهار عشان يحقق أحلامنا”.
الجدة المكلومة
وسط بيت العائلة، جلست جدة “محمود” عريس فيصل في صمت مثقل بالحزن، قالت والدموع تخنق صوتها: “كان حفيدي طيب، ما أذى حد في حياته.. إزاي حياته تنتهي عشان موتوسيكل؟!”
العدالة تتحرك
مع انطلاق التحقيقات، استعانت الشرطة بكاميرات المراقبة التي كشفت وجوه المجرمين أثناء تنفيذ جريمتهم، وألقى رجال الأمن القبض عليهم، النيابة العامة أمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات، في انتظار محاكمتهم.
رمز للشباب المكافح
كان “محمود” نموذجًا للشاب المكافح، الذي يعمل بلا كلل لبناء حياة كريمة له ولأسرته، وفاته المأساوية لن تمحى من ذاكرة الجيزة، بل ستظل شاهدة على ضرورة تحقيق العدالة وردع من يحاولون انتهاك حياة الأبرياء.
“محمود” لم يفقد حياته فقط، بل رحلت معه أحلامه، وترك فراغًا في قلوب من عرفوه، قصته ليست فقط مأساة عائلة، بل جرس إنذار لمجتمع يجب أن يقف يدًا واحدة ضد كل أشكال الجريمة.