مكالمة هاتفية قصيرة تنتهي بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوأف غالانت
كتبت: منال سعيد
في ظل انشغال العالم والإعلام الإسرائيلي بمتابعة الانتخابات الأمريكية، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة للإعلان عن إقالة وزير الدفاع يوأف غالانت، في قرار مفاجئ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية. وعيّن نتنياهو وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع، فيما تولى جدعون ساعر منصب وزير الخارجية.
برّر نتنياهو قراره بإقالة غالانت بأن الثقة بينهما قد اهتزت، وأكد أن إدارة الحرب تتطلب تناغماً بين القادة، مضيفاً أن هذه الخطوة ستجعل مجلس الوزراء أكثر انسجاماً.
وجاءت الإقالة في مكالمة هاتفية لم تتجاوز ثلاث دقائق، أبلغ فيها نتنياهو وزير الدفاع بقرار إقالته، وبعدها علق غالانت على القرار في مؤتمر صحفي عقده لاحقاً.
تعليق غالانت بعد إقالته
في أول رد له بعد الإقالة، أوضح غالانت خلال المؤتمر الصحفي أسباب الخلاف بينه وبين نتنياهو، مشيراً إلى أنه كرّس حياته لخدمة إسرائيل وجيشها. وأكد أنه، منذ أحداث 7 أكتوبر، كان يركز على نجاح الحرب وتحقيق أهدافها، وذكر أن أولويته على مدى خمسين عاماً كانت أمن إسرائيل وجيشها، معبّراً عن فخره بالإنجازات التي حققها مع المنظومة الأمنية، ومشددًا على التزامه بأمن البلاد.
وكشف غالانت أن الخلافات بينه وبين نتنياهو تركزت على ثلاث قضايا أساسية:
1. التجنيد: أكد غالانت ضرورة التحاق كل من هو في سن التجنيد بالجيش، وأنه يعارض أي قانون يعفي الآلاف من الخدمة العسكرية.
2. إعادة المختطفين: شدد غالانت على أهمية إعادة المختطفين بأسرع وقت، حتى لو تطلب الأمر تقديم بعض التنازلات.
3. تحقيق رسمي: طالب بإجراء تحقيق رسمي ومنهجي لاستخلاص الدروس من الأحداث السابقة.
واختتم غالانت خطابه بتوجيه التحية للجيش والأجهزة الأمنية وأسر الجنود.
ردود الفعل السياسية على الإقالة
جاءت ردود الأفعال على إقالة غالانت قوية من قبل قيادات سياسية بارزة. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت القيادة الحالية بـ”المريضة والمجنونة”، مؤكدًا أن التغيير قادم.
رئيس الوزراء السابق إيهود باراك دعا إلى اتخاذ إجراءات لوقف ما وصفه بالخطوات التصعيدية الخطيرة، محذراً من إمكانية إقالة رئيس الأركان والشاباك في المرحلة المقبلة.
فيما اعتبر رئيس الوزراء السابق يائير لابيد هذه الخطوة “تصرفاً جنونياً”، متهماً نتنياهو ببيع أمن إسرائيل.
أما عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، فصرح بأن إقالة وزير الدفاع في ظل الحرب تعني أنه من الممكن أيضاً استبدال رئيس الوزراء الذي “فشل في واجباته وأهمل أمن البلاد”.
ردود فعل الشارع الإسرائيلي والولايات المتحدة
شهد الشارع الإسرائيلي احتجاجات واسعة بعد إعلان الإقالة، حيث تجمع المئات في تل أبيب وقطعوا محور أيالون للتعبير عن رفضهم للقرار.
أما على المستوى الدولي، فقد أعربت الإدارة الأمريكية عن “صدمتها” من إقالة غالانت. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن غالانت كان شريكاً مهماً للولايات المتحدة في القضايا الأمنية، وأن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل مع وزير الدفاع الجديد.