محور فيلادلفيا يعود الي الواجهه من جديد
كتبت: منال سعيد
توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بشكل غير مباشر، وبوساطة أمريكية، قطرية، ومصرية، إلى مبادئ اتفاق لصفقة وقف إطلاق النار. شهدت المحادثات أجواءً من التفاؤل وتقريب وجهات النظر. تنص ورقة الصفقة على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، تحرير الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعودة معظم النازحين داخلياً إلى مناطقهم.
أعرب مسؤول إسرائيلي عن أن رد حماس على الصفقة كان الأفضل منذ بدء المحادثات، ووصفه بأنه الأنسب للطرفين. من جهة أخرى، أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شرطاً يهدف إلى تعثر المفاوضات، وهو حرية استئناف العمل العسكري ضد حركة حماس، وإبقاء سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا ومعبر رفح لمنع تهريب الأسلحة.
محور فيلادلفيا: النقطة المحورية
محور فيلادلفيا هو شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد بطول 14 كم على طول الحدود بين القطاع ومصر، ويشمل معبر رفح. عاد هذا المحور إلى الواجهة مجدداً بعد تعنت إسرائيل في الانسحاب منه، باعتباره ممر الموت وسبباً في تسليح العناصر في غزة من خلال تهريب الأسلحة عبر الأنفاق السرية.
أظهرت الأقمار الصناعية مؤخراً صوراً لإنشاء منطقة عازلة بعمق كبير، حيث أظهرت الصور تغييرات جذرية في المنطقة قبل وبعد السيطرة الإسرائيلية على المحور. شملت هذه التغييرات الدمار الشامل للأحياء السكنية، تشريد مئات الآلاف من السكان، وإحداث خراب بالبنية التحتية، مما أدى إلى تغييرات في الخريطة الجغرافية.
صور الأقمار الصناعية تسلط الضوء على مخططات إسرائيل بشأن المحور، وهي استخدام التكنولوجيا والمراقبة الأرضية والجوية لمنع التهريب عبر الأنفاق.
العقبات أمام المفاوضات
محور فيلادلفيا لا يعد العقبة الوحيدة أمام نجاح المفاوضات. الخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية تقف عقبة أيضاً، حيث يتمسك نتنياهو بالسيطرة على المحور، بينما يبدي مسؤولون إسرائيليون مخاوفهم من زيادة التوتر مع مصر وفشل الصفقة بسبب المحور.
مع استمرار هذه التحديات، يبقى مستقبل الصفقة غامضاً ويتطلب مزيداً من الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.