عباس محمود العقاد المفكر والكاتب والشاعر الذي حول المحنة الي منحة
عباس محمود العقاد المفكر والكاتب والشاعر الذي حول المحنة الي منحة

كتبت/ سحر عبد الفتاح
يعد المفكر والأديب والشاعر عباس محمود العقاد من أهم شعراء القرن العشرين فهو لم يكن شاعرا فقط بل أضاف للشعر” مدرسة الديوان ” التي أضافة الحداثة للشعر ، فهو واحدا من الشعراء المجددين في عصرنا الحديث، كان مولع بالقراءة والكتابة، فهو علم نفسه بنفسه وكان يجيد اللغة الانجليزية والفرنسية بطلاقة شديدة وكان يترجم العديد من المقالات الأجنبية ويطلع علي ثقافات مختلفة من خلال شغفة بالقراءة في كل شيء.
العقاد كان أديب ومفكر وصحفي ولم يكن مهتما بالأدب والشعر فقط بل كان مهتما أيضًا بالسياسة فهو كان عضو سابق في مجلس النواب المصري، وساهم بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، نجح العقاد في الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعراً ونثراً على السواء، وظل معروفآ عنه أنه موسوعي المعرفة يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع.
ولد العقاد في أسوان عام ١٨٨٩، ورحل عن عالمنا في ١٣ مارس ١٩٦٤ ، أقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد ونشأ هناك، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأغنياء في ذاك الوقت، الأمر الذي جعله يعمل بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية، هذا غير أعمال أخري استقال منها واحدة تلو الأخرى ثم عمل بالصحافة.
دخل العقاد في معارك شديدة مع القصر الملكي، مما أدى إلى ذيع صيته واُنْتخب عضوًا بمجلس النواب. وسجُن بعد ذلك لمدة تسعة أشهر عام ١٩٣٠ بتهمة العيب في الذات الملكية، فحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسؤولة أمام البرلمان، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلًا: «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه» ، استطاع العقاد خلال مدة سجنة التسعة أشهر أن يحول المحنة الي منحة حيث أجاد اللغة الإنجليزية والفرنسية إجادة تامة ، وبعد مضي بضعة أعوام سجل تجربته في السجن من خلال عدة مقالات جمعها في كتاب بعنوان: عالم السدود والقيود وتم النشر عام(١٩٣٧)
من أعماله :”سعد زغلول وثورة ١٩١٩، هتلر في الميزان، دراسة في شخصية القائد الألماني أدولف هتلر، ديوان عابر سبيل. وكتاب نقدي تاريخي بعنوان: شعراء مصر وبيانهم في الجيل الماضي ، عبارة عن مقالات كل مقال عن شاعر من جيل معين. إضافة على إعادة طبع ساعات بين الكتب.، سارة «مواقف في الحب، فكر وفلسفة الشاعر أبو العلاء المعري.، أبو نواس، دراسة في شخصية الشاعر أبو نواس، عبقريات: عبقرية محمد، عبقرية عمر، عمرو بن العاص، دراسة أدبية عن جميل وبثينة ، الصديقة بنت الصديق، دراسة عن عمر بن أبي ربيعة ، ديوان العقاد، ديوان وحي الأربعين. وديوان أعاصير مغرب ،ابن الرومي حياته من شعره، هذه الشجرة، الحسين بن علي، بلال بن رباح، داعي السماء، عبقرية خالد بن الوليد، فرنسيس باكون، عرائس وشياطين، في بيتي ، ابن سينا، أثر العرب في الحضارة الأوربية ، لله، الفلسفة القرآنية ، غاندي، عقائد المفكرين ”
تُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف «الله» إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية.
قال عميد الأدب العربي طه حسين في العقاد كشاعر «ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه»، وقال زكي نجيب محمود في وصف شعر العقاد: «إن شعر العقاد هو البصر الموحي إلى البصيرة، والحس المحرك لقوة الخيال.
تم تكريم العقاد من خلال عدة أشياء منها: ” أطلاق كلية اللغة العربية بالأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات محاضراتها، وسمي أشهر شوارع القاهرة وهو شارع عباس العقاد الذي يقع في مدينة نصر، كما يوجد تمثال له في مدينة أسوان ..
كما تم انتاج مسلسل تم عرضه في ١٩٧٩ عن قصة حياته بعنوان “العملاق” وكان من بطولة الفنان محمود مرسي، وإخراج يحيى العلمي، تناول المسلسل عصره والأدباء والشعراء الذين التقى بهم في حياته وكفاحه والمناخ الفكري والسياسي في زمن العقاد ومدى تأثيره على حياته وعلاقته بمي زيادة ومعشوقته ساره التي كتب عنها رواية بأسمها . وعلاقته بصديق عمره إبراهيم المازني.