اخبار عالمية

رأس السنة العبرية شرارة الحرب على قطاع غزة

كتبت: منال سعيد

يصادف الثالث والرابع من أكتوبر “رأس السنة العبرية” أو ما يُعرف بـ”روش هشناه”، وهو أحد الأعياد اليهودية الدينية الواردة في التوراة. يُوافق هذا العيد اليومين الأول والثاني من شهر “تشري” حسب التقويم العبري، ويُعنى بالخلاص من الذنوب.

مدة العيد

يبدأ الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية من غروب الشمس ويمتد لمدة يومين، تُعطل خلالهما المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى توقف الأنشطة التجارية والمواصلات. وتُسمى الأيام العشرة الممتدة من رأس السنة حتى “يوم الغفران” بـ”أيام التوبة”.

الطقوس والانتهاكات في عيد رأس السنة العبرية

يمارس اليهود خلال هذا العيد طقوسًا متنوعة تشمل الصلوات، الصوم، والدعاء، بالإضافة إلى مجموعة من العادات المتعلقة بالمأكل والملبس. وعلى الرغم من أن العبادة تُعد حقًا مشروعًا، فإن الأحداث تُشير إلى استغلال هذا العيد لاستفزاز المسلمين، وخاصة الفلسطينيين. حيث يتم تنظيم الرقصات والغناء الصاخب عند حائط البراق، والنفخ بالبوق داخل المسجد الأقصى، بالإضافة إلى أداء الصلوات التلمودية ومحاولات لإفراغ المسجد من المصلين الفلسطينيين بالقوة.

التحضير للعيد والتحريض

تتولى “جماعة الهيكل” تنظيم الاحتفالات الخاصة بالعيد، حيث تعلن عن توفير حافلات مجانية لنقل المستوطنين إلى باحات المسجد الأقصى. كما تُقدم مكافآت لتشجيع أكبر عدد ممكن من المستوطنين على المشاركة، مع التحريض على الدفاع عن الهيكل المزعوم.

تزايد أعداد المقتحمين

شهدت الأعوام الأخيرة تزايدًا في أعداد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى خلال عيد رأس السنة العبرية. ففي عام 2020 كان عدد المقتحمين 101 مستوطن، وارتفع إلى 143 في عام 2021، ليصل إلى 426 مستوطنًا في عام 2023. ترافق هذه الاقتحامات أعمال استفزازية، تشمل اعتقال عدد كبير من المقدسيين، الاعتداء على المصلين، وتدنيس المسجد الأقصى.

خطورة النفخ بالبوق

يُعتبر النفخ بالبوق داخل المسجد الأقصى خطوة رمزية لدى المستوطنين، حيث يعبرون عن اعتقادهم بأن السيادة على المسجد انتقلت من المسلمين والفلسطينيين إلى اليهود. هذا الحدث يُعد محاولة لفرض تقسيم زمني ومكاني مشابه لما حدث في المسجد الإبراهيمي، حيث تحول إلى معبد يهودي ومنع الفلسطينيين من دخوله.

السابع من أكتوبر: الفتيل المشتعل

عيد رأس السنة العبرية كان الشرارة التي أشعلت النار في قطاع غزة، حيث دفعت الاستفزازات المستمرة للمشاعر الإسلامية والفلسطينية، بما في ذلك تدنيس المسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين، المقاومة الفلسطينية للتحرك في السابع من أكتوبر دفاعًا عن المقدسات الإسلامية.

مع استمرار الاستفزازات، تحتفل إسرائيل سنويًا بعيد رأس السنة وسط إجراءات أمنية مشددة، خوفًا من ردود فعل فلسطينية محتملة. وفي ظل الأوضاع المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، يبقى السؤال: هل ستتم الأعياد اليهودية هذا العام دون تصعيد؟ ومن سيحاسب إسرائيل على مخططاتها لتهويد وتغيير معالم المقدسات الدينية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى