د.أيمن صابر سعيد يكتب: إمام القراءة والإقراء في البصرة
قارئ من القراء السبعة، في ضوء متن الشاطبية، وإن شئت فقل من القراء العشرة في ضوء متن الطيبة، ولد في مكة عام 70 هجريا، وقيل 68 هـ، وله راويان مشهوران هما: الدوري، والسوسي، عن يحيى اليزيدي، توفي -على أرجح الأقوال- سنة 154هجريا.
اشتهر بالفصاحة والبلاغة، وسعة العلم، والزهد، والعبادة، والصدق، وكان من أشراف العرب نسبا، تولى الإمامة في القراءة والإقراء في البصرة، وهو من التابعين، وكان من أعلم الناس بالقرآن الكريم،
قال يونس بن حبيب: “لو قسم علم أبي عمرو البصري وزهده على مئة إنسان لكانوا كلهم علماء زهدا، والله لو رآه رسول الله -صلى لله عليه وسلم- لسره ما هو عليه”. قال الشاطبي:
وأما الإمام المازني صريحهم
أبو عمرو البصري فوالده العلا
وقال ابن الجزري عنه وعن رواته في طيبته:
ثم أبو عمرو فيحيى عنه
ونقل الدوري وسوس منه
باب الإدغام الكبير
اشتهر أبو عمرو البصري بباب الإدغام الكبير، وهو من الأبواب المميزة في أصول قراءته، يقول الشاطبي:
ودونك الادغام الكبير وقطبه
أبو عمرو البصري فيه تحفلا
وعن الإدغام الكبير يقول ابن الجزري في طيبة النشر في القراءات العشر:
أدغم بخلف الدور والسوسي معا
لكن بوجه الهمز والمد امنعا
انفرادات أبي عمرو البصري
ومن انفرادات أبي عمرو البصري في العشر الصغرى:قال تعالى: “فتوبوا إلى بارئْكم فاقتلوا أنفسكم” بإسكان الهمزة عند السوسي وإسكانها واختلاس حركتها عند الدوري- “إن الله يأمرْكم أن تذبحوا” بإسكان الراء عند السوسي وإسكانها واختلاس حركتها عند الدوري- “وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما يعملون” بياء الغيب- “ويسألونك ماذا ينفقون قل العفوُ” برفع كلمة العفو- “وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى” بإسكان راء أرني-
“إن ينصرْكم الله فلا غالب لكم” بإسكان الراء عند السوسي وإسكانها واختلاس حركتها عند الدوري- “وما يشعرْكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون” بإسكان الراء عند السوسي وإسكانها واختلاس حركتها عند الدوري- “لا تُفتَح لهم أبواب السماء” بتاء التأنيث وسكون الفاء وفتح التاء مخففة- “أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم” بإسكان الباء وتخفيف اللام- “وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم” بفتح الطاء والياء ومدهما-
“أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين” بياء الغيب- “أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل” بياء الغيب- “فاجمعوا أمركم وشركاءكم” بألف الوصل- “وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادئ الرأي” بادئ بهمزة مفتوحة بدل الياء- “وقلن حاش لله ما هذا بشرا” بألف وصلا وحذفها وقفا- “أن يتخذوا من دوني وكيلا” بياء الغيب- “وأحيط بثُمُره” بضم الثاء والميم-
“يوم ننفخ في الصور ونحشر المجرمين” بنون مفتوحة وضم الفاء، “إن الله كان بما يعملون خبيرا” بياء الغيب- “وجنودا لم تروها وكان الله بما يعملون بصيرا” بياء الغيب- “وإذا الرسل وقّتت” بالواو وتشديد القاف- “بل يؤثرون الحياة الدنيا” بياء الغيب.
الاختلافات بين الدوري والسوسي
ومن الاختلافات بين الدوري والسوسي في العشر الصغرى:
1-باب الإدغام الكبير كله للسوسي دون الدوري؛ مثل: (إنَّه هُّو، بعْد ذّلَك، قيل لَّهم، قال رَّبك، أعلم مَّا، ونحن نُّسبح، هدى الله هُّو…).
2- إمالة كلمة (الناسِ) المجرورة للدوري دون السوسي.
3- الاختلاس للدوري دون السوسي في كلمات: يأمركم
4- الهمز المفرد:إبدال كل همز ساكن للسوسي دون الدوري، مثلما نسمع قارئا يقرأ ويقول: “الذيب” بدلا من “الذئب”، وللسوسي مستثنيات معروفة.
5- ذوات الراء قبل الساكن: مثل قوله “نرى الله”، فتح الراء لهما وصلا، وزاد السوسي وجهين: إمالة الراء مع تفخيم لام اسم الجلالة، وإمالتها مع ترقيق لام اسم الجلالة.
نصائح الشاطبي وحكمه
من نصائح الشاطبي وحكمه قوله:
وعش سالما صدرا وعن غيبة فغب
تحضر حظار القدس أنقى مغسّلا
وهذا زمان الصبر من لك بالتي
كقبض على جمر فتنجو من البلا