فن وثقافة

سمير الاسكندراني العميل المزدوج الذي جمع بين الشرقية الأصيلة والعالمية ورحل دون أن ينال التقدير المناسب

سمير الاسكندراني العميل المزدوج الذي جمع بين الشرقية الأصيلة والعالمية ورحل دون أن ينال التقدير المناسب

كتبت / سحر عبد الفتاح
سمير الإسكندراني فنان عالمي بكل المقاييس فهو يجيد التحدث والغناء بخمسة لغات وبطلاقه ، العربية ، الفرنسية والإيطالية والانجليزي والتشيكية، الأمر الذي يؤهله أن يكون مطرب عالمي، هذا غير انه يتمتع بصوت قوي ورخيم شرقي أصيل مما يؤهله ان يكون مطرب شرقي من الطراز الأول، بالإضافة الي وسامته وخفة ظله، وتمتعه بكاريزما وقبول، درس الرسم في كلية الفنون الجميلة ، ثم استكمل دراسته الفنيه علي نطاق واسع من خلال بعثة دراسية لدراسة الأدب الإيطالي في جامعة بيروجا الإيطالية عام ١٩٥٨ ، كان له نشاط فني واضح في الجامعة هناك ، فهو كان يغني بخمسة لغات ويلحن أيضا أغانيه فهو كان يقول عن نفسه انه ملحن بالفطرة..
ولد الفنان سمير الاسكندراني في ٨ فبراير عام ١٩٣٨ في حي الغورية، كان والده يعمل تاجرًا للأثاث وكان محبًا للفن وصديق لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين مثل (زكريا أحمد، بيرم التونسي، أحمد رامي).
الفنان سمير الاسكندراني كان وطني من الطراز الأول وكان متميز وسط أقرانه في الجامعة الإيطالية كشاب مصري يجيد الحديث والغناء بخمسة لغات مختلفة، وكان في العشرين من عمره، الأمر الذي جذب انتباه شاب مصري له من جذور يهودية فعرض عليه تجنيده ليعمل معه في المخابرات لجمع المعلومات من داخل مصر مقابل راتب كبير.
وافق سمير وتدرب على التجسس والتراسل عن طريق الحبر السرّي واللاسلكي، وفور عودته إلى مصر قام بإبلاغ المخابرات المصرية وقابل على إثرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث تم الاتفاق على أن يستمر سمير بلعب دور جاسوس إسرائيل داخل مصر. تمكن خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد عن العام ونصف العام تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندي مويس جود سوارد به، وتم القبض على الجاسوس الهولندي وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر. زاره عدد من الكتاب مثل أنيس منصور، وكمال الملاَّخ، وفوميل لبيب وغيرهم طالبين منه سرد الأحداث لنشر قصته، ولكنه أبى وبقي متحفظا لمدة طويلة حتى صرح بالقصة كلها فيما بعد.
الفنان سمير الاسكندراني غني ما يقرب من مائتي أغنيه لكن لأنه غني كثير منهم في الخارج لم يسجل منهم إلا سوي عشرين أغنية فقط ومنهم : “يا نخلتين في العلالي، النيل الفضى ، ترحال السنين ، أحبك الآن وسأحبك غدا ، زمان زمان
نويت أسيبك ،قدك المياس ، اه يا جميل يا اللى ناسيني
يا رب بلدي وحبايبي ، دوسه، ابن مصر، في حب مصر، مين اللى قال، قمر له ليالى، قولوا لحبيبى، طالعه من بيت أبوها، شباب الإنجازات، يا صلاه الزين”.
كما انه غني أغاني مسلسل الطاحونة، وأغاني اوبريت الغاليه بلدى، واغاني أوبريت تسلم الأيادي، واغاني مسلسل ملحمة الحب والرحيل ، وأغاني مسلسل الطاحونة الجزء الاول والثاني ، واغاني مسلسل الوليمة ..
الفنان سمير الاسكندراني هو المطرب الوحيد الذي غني معه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فهو غني مع مطربات، لكنه لم يغني مع مطرب، إذيعت الأغنيه كدويتو مشترك ثنائي غنائي ، وهي أغنية نادرة بعنوان “لا تهجرني” إذيعت في الاذاعات المصرية وقتها وبكثافة في ستينيات القرن الماضي، وعبد الوهاب طبع الأغنية علي اسطوانة موسيقية، الأغنية يغني فيها الاسكندراني باللغة الإنجليزية وعبد الوهاب يغني باللغة العربية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى