كتب/ احمد عمار الشطوري
ما حدث أمام مسجد الكوامل لم يكن مجرد “خناقة” عابرة أو مشادة كلامية بين مسؤولين، بل فضيحة إدارية بكل المقاييس، كشفت عن توتر مكتوم، وصراع نفوذ مشتعل داخل أروقة محافظة سوهاج. الفيديو الذي وثّق اللحظة، أظهر بوضوح السكرتير العام وهو يوجه ألفاظًا نابية لنائب المحافظ وصلت إلى حد القول: “أنت ماعندكش دم”، قبل أن يدفعه بيده، وسط حالة من الذهول والارتباك بين الحاضرين، بينهم شخصيات تنفيذية ودينية، بل والمحافظ نفسه الذي بدا عاجزًا عن احتواء الموقف.
“مش أول مرة!”
مصادر مطلعة داخل ديوان عام المحافظة أكدت أن هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، وأن الخلافات بين نائب المحافظ والسكرتير العام بدأت منذ شهور، وتفاقمت مؤخرًا بسبب تضارب في الصلاحيات والملفات المشتركة، وسط اتهامات متبادلة بالتجاوز والتعدي على الاختصاصات.
المصدر نفسه أشار إلى أن المحافظ اللواء عبد الفتاح سراج حاول مرارًا تهدئة الأجواء، لكنه هذه المرة قرر أن يتحرك رسميًا، ورفع مذكرة عاجلة إلى رئيس مجلس الوزراء، طالب فيها باستبعاد السكرتير العام، حفاظًا على استقرار العمل التنفيذي، وصورة المحافظة أمام الرأي العام.
الغضب يتصاعد على “السوشيال ميديا”
رواد مواقع التواصل لم يتركوا الواقعة تمر مرور الكرام، إذ عجّت الصفحات بمقاطع الفيديو والتعليقات الغاضبة، التي تساءلت عن هيبة الدولة، واحترام المسؤولين لمواقعهم، بل تساءل البعض: “إذا كان هذا ما يحدث علنًا، فماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة؟”
إجراءات مرتقبة وتحقيقات عاجلة
مصدر مسؤول داخل مجلس الوزراء أكد أن الواقعة محل متابعة دقيقة، وأنه من المتوقع صدور قرارات حاسمة خلال الساعات المقبلة، قد تشمل التحقيق مع الطرفين، أو نقل أحدهما، تفاديًا لتكرار المشهد.
في حين يرى البعض أن ما حدث قد يكون بداية لعملية “تطهير إداري” داخل ديوان محافظة سوهاج، خاصة بعد تواتر أنباء عن وجود حالة احتقان داخل عدد من الإدارات التنفيذية، بسبب ما وصفوه بـ”ممارسات استعلائية” من بعض القيادات.
