الاحتلال الإسرائيلي يجدد دعوته للسكان لإخلاء مناطق الشمال تحت مبررات أمنية

مرت عام كامل على الحرب، شهدت فيها الأراضي الفلسطينية احتلالًا ممنهجًا تمثل في سياسة القتل والإبادة الجماعية، حيث تم محو عائلات بأكملها من السجل المدني. اعتمد الاحتلال على سلاح التجويع والنزوح والحصار، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، في محاولة لإجبار سكان شمال غزة على مغادرة مناطقهم بحجة أنها مناطق قتال.
اجتاحت القوات الإسرائيلية منطقة جباليا في شمال القطاع أكثر من مرة، مستهدفة ما تصفهم بـ”الإرهابيين”. لليوم السابع على التوالي، تحاصر الدبابات الإسرائيلية جباليا، حيث ترتكب فيها مجازر وإبادة جماعية. يقوم الجيش بنسف المباني ويمنع دخول أو خروج السكان، إضافة إلى منع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات.
لماذا جباليا تحديدًا؟
تعتبر جباليا رمزًا للانتفاضة الأولى عام 1987، المعروفة باسم “انتفاضة الحجارة”. فقد وقعت حادثة عند معبر إيرز عندما صدمت شاحنة إسرائيلية سيارة كانت تقل ستة عمال فلسطينيين من بلدة جباليا، مما أسفر عن مقتل وإصابة جميع من كانوا في السيارة. اعتُبرت هذه الحادثة عملًا متعمدًا لاستفزاز الفلسطينيين، وازدادت حالة التوتر في الشارع الفلسطيني خاصة بين الشباب وطلاب الجامعات.
تمثل جباليا رمزًا للمقاومة، ومن وجهة نظر الاحتلال، فإن القضاء على هذه المنطقة يعني تحقيق نصر ساحق.
مناشير تحذيرية وصعوبات إنسانية
صباح اليوم، بعد اجتياح جباليا ثلاث مرات خلال فترة الحرب، كرر الاحتلال دعوته للسكان بإخلاء المناطق تحت مسمى مناطق القتال. قبل عدة أيام، نشر الاحتلال خريطة توضح المناطق الخطرة وطالب السكان بالمغادرة فورًا إلى المناطق الإنسانية. ورغم ذلك، قام بقصف المنازل على رؤوس السكان، وكذلك قصف النازحين الذين حاولوا الخروج إلى مناطق أكثر أمانًا.
هذا الصباح، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق القتال لتشمل شمال غزة بالكامل، مما أدى إلى نزوح جديد لسكان الشمال.
في هذا السياق، حذرت الأونروا من الأوضاع الإنسانية الكارثية، ووصفت الشمال بأنه منطقة منكوبة، حيث انعدمت جميع مقومات الحياة.
ويبقى السؤال الذي يطرحه أهل غزة في كل مرة: “إلى أين نذهب؟”.