“عام كامل من النزيف المستمر: غزة تحت الحصار والحرب”
كتبت: منال سعيد
365 يومًا من القتل والدمار الذي طال كافة جوانب الحياة في قطاع غزة. خلال هذا العام، تبنت إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، دمرت خلالها كل ما يرتبط بالحياة، محولة قطاع غزة إلى مكان غير صالح للسكن الإنساني.
شرارة الحرب: السابع من أكتوبر
في السابع من أكتوبر، شنت إسرائيل حربًا وحشية على قطاع غزة، تضمنت تدمير البنية التحتية، تهجير السكان، وتشريدهم، وإحكام الحصار عليهم. استمرت الهجمات بلا هوادة، واستهدفت السكان المدنيين في كافة مناطق القطاع.
استهداف التعليم: تدمير المدارس والمنشآت التعليمية
استهدف الاحتلال بشكل متعمد الأطفال والمدارس، محرماً إياهم من حقهم في التعليم والعيش بأمان. ووفقًا لبيان وزارة التربية والتعليم في غزة، فإن العدوان الإسرائيلي على مدار عام كامل أصاب جميع القطاعات الخدمية، وخصوصاً التعليم. حُرم أكثر من 650 ألف طالب وطالبة من الوصول إلى مدارسهم، إلى جانب 100 ألف طالب في مؤسسات التعليم العالي، و35 ألف طفل في مرحلة رياض الأطفال.
أدت الهجمات إلى استشهاد 11,600 طفل في سن التعليم، وإصابة عشرات الآلاف بإعاقات جسدية وصدمات نفسية. كما استشهد أكثر من 750 معلماً وموظفاً تربوياً، إلى جانب استشهاد 1,100 طالب وطالبة في التعليم العالي و130 أكاديمياً. دمرت الهجمات 93% من المباني المدرسية، ومعظم مراكز التأهيل والتدريب، والتقنيات التعليمية.
القطاع الصحي: انهيار المنظومة الصحية
لم تسلم المنشآت الصحية من بطش الاحتلال، حيث تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية للقصف المباشر. في نوفمبر الماضي، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء، ودمر 80% من مرافقها، وقتل وأسر عددًا من المرضى والجرحى.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استنكر حرمان آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، مؤكدًا أن منع الحالات الحرجة من السفر أدى إلى وفاة المئات. المركز أشار إلى أن الاحتلال خلق بيئة غير إنسانية أدت إلى وفاة العديد من المرضى نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى القيود المفروضة على دخولها إلى القطاع.
في مقابلة مع الدكتور هاني الفليت، رئيس قسم مستشفى شهداء الأقصى، أكد أن هناك تهديداً حقيقياً لحياة الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية خطيرة تحتاج إلى علاج غير متوفر في غزة، ما أدى إلى وفاة العديد منهم.
الهجمات الإسرائيلية طالت 1,000 منشأة صحية، وأسفرت عن مقتل 986 من العاملين الصحيين، منهم 146 طبيباً، و260 ممرضاً، بالإضافة إلى 39 أخصائي علاج طبيعي. كما اعتُقل 310 من العاملين الصحيين، ومورست ضدهم أشكال التعذيب خلال احتجازهم.
غزة تنزف بلا رادع
على مدار عام كامل، تستمر غزة في نزيفها تحت واحدة من أشرس الحروب التي هدفت إلى إبادة شعب كامل، بدعم أمريكي. في ظل الحصار المستمر، حُرمت غزة من دخول الماء والغذاء والأدوية والوقود، لتصبح منطقة غير صالحة للحياة، دون أي رادع دولي حقيقي.