منوعات

طريق الخشوع إلي الله

جريدة مصر الساعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله يا الله يا ولي الصابرين بأي المحامد أبلغ حمدك، وبأي الفضائل أذكر فضلك وبأي الأسماء أطلب جودك وكرمك وبأي الصفات أسأل نعمك، لك الحمد أنت أهله، ولك الشكر أنت أحق به، ولك الفضل وإليك يرجع الفضل، أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي الأمين والبشير النذير والسراج المنير، أفضل مخلوق وأحرص ناصح وهو الرؤوف بأمته والرحيم بأحبابه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد فإتقوا الله عباد الله، وتأملوا رحمكم الله في سرعة مرور الليالي والأيام، وخذوا من ذلك عبرة بسرعة انقضاء الأعمار، وتصرم الشهور والأعوام، فما هذه الليالي والأيام إلا مراحل يقطعها العبد إلى آخر مرحلة من عمره.

وإن كتاب ربنا عز وجل هو القرآن العظيم الذكر الحكيم بين أيدينا، وسوره الكريمة وآياته العطرة تحدثنا عن كل ما فيه فلاحنا، عن كل ما فيه نجاحنا، وعن كل ما يكون سببا لشقائنا وتعاستنا، إنه كتاب التذكر والاعتبار، إنه كتاب التدبر والتأمل، حيث قال تعالي ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ” وأن طريق الخشوع يبدأ من قبل أداء الصلاة فهذه الرحلة الإيمانية تبدأ من النداء لها فالنداء للصلاة أو ما يسمى بالأذان يحمل النداء للصلاة ويحمل الدعوة للفلاح المنشود حي على الفلاح والفلاح يعني سعادة الدارين فيقبل المسلم إلى الصلاة لأنه لا شيء يوازي هذا الفلاح، لهذا كان رسولنا المصطفي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله فإذا سمع النداء إنصرف للصلاة ثم إن المرحلة الثانية من مراحل هذه الرحلة المباركة.

يتمثل في الوضوء فهذه القطرات التي تتحات معها الذنوب والسيئات تذكير آخر بالإستعداد للصلاة، وروي عن الإمام زين العابدين وهو أحد أحفاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورحمه الله أنه كان يصفر ويتغير وجهه حين وضوؤه فيسأل عن ذلك فيقول أتدرون من أقابل؟ إن هذا الإستشعار في هذا الموطن دافع كبير للخشوع في الصلاة، ثم محرك آخر لهذا الخشوع يتمثل في إستشعار الأجر العظيم المتمثل في الذهاب إلى المسجد فخطوة ترفع درجة وأخرى تحط خطيئة فكم من الحسنات المكتسبة وكم من السيئات المكفرة، ثم يا أخي تذكر الرحمة التي تسألها ربك وتذكر المغفرة التي تسألها ربك حين دخولك المسجد “اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك” نعم لقد دخلت الآن إلى مكان الرحمات والمغفرة والتوبة والأوبة، الملائكة تستقبلك وتستغفر لك.

“اللهم اغفر له، اللهم أرحمه” وتصلي ركعتي المسجد فتزداد قربا من الله سبحانه، وتأخذ مصحفا وتفتحه وتقرأ منه فتزداد قربا من الله عز وجل، وترفع يديك وتدعو ربك، وتتوسل إليه وتتضرع إليه فتزداد قربا منه، وتذكر الله تعالي وتسبحه وتستغفره، وتكبره فتزداد قربا منه عز وجل، وما هي إلا لحظات ويأتي النداء الرباني الثاني لتقام الصلاة ويأتي التذكير بالفلاح المطلوب مرة أخرى حي على الفلاح، فتنهض الهمة قبل القامة ويزداد المسلم إيمانا وهكذا لكي يقبل الإنسان إلى الصلاة وهو في أتم الإستعداد لها، وهناك يقف المصلون صفا واحدا متوجهين لإتجاه واحد إلى القبلة ليعلم هؤلاء المصلين أن قلوبهم ينبغي أن تتجه إلى الله الواحد الأحد كما إتجهت أجسامهم إلى قبلة واحدة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى