يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: الكذب عند الأطفال
لا يولد الشعور الأخلاقي مع الطفل بل يتشكل نتيجة إمتصاصه المعايير الأخلاقية والإجتماعية في البيئة التي يعيش فيها، ويرتبط الخير والشر بالقيم والعادات العائلية التي تتداخل في سلوكه
الشعور الأخلاقي يعتبر بمنزلة قوة رادعة يفرضها الوالدان على الطفل، فهو متأت في البداية من الخارج ومن ثم يصبح شعورا داخليا، لا يعتبر الكذب خطيرا قبل سن السابعة إنه ظاهرة طبيعية لعدم التمييز بين الحقيقة والخيال.
كما يعتقد الوالدان أحيانا أن الطفل يكذب لأنه بريء وعن غير قصد أما بعد السابعة يعتبر الكذب خطيرا ويستدعي العقاب والمعالجة، وبعد التاسعة هنا يميز الطفل بين الخطأ العفوي والكذب المقصود، ولكن الكذب يمكن أن يكون من الإضطرابات السلوكية والتي منها مثلا السرقة والعدوانية .
فحينما يكذب الطفل يعني بالنسبة له أنه إكتسب الثقة والتأكيد بأن عالمه الخيالي الداخلي يمكن أن يكون شخصيا له وحده يحتفظ به لنفسه هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الطفل لا يميز كثيرا بين الواقع والخيال ولكنه لا يلبث أن يكتشف في العالم المحيط به الخطأ والصواب وأحيانا يصل الكذب عند الطفل إلى حد أنه يكثر منه ويصبح الدافع إلى الكذب دافعا لا شعوريا خارجا عن إرادته ويجب أن نتذكر أن الكذب صفة مكتسبة وليس فطرية ويجب أن تستوقفنا العوامل والدوافع النفسية والقوى التي تؤدي إلى ظهور هذا العارض وإذا حكمنا على الطفل الذي يمارس الكذب الخيالي بأنه كاذب كنا كمن يحكم على الشاعر أو الروائي بأنه كاذب، وعند كشف هذه القوة الخيالية يحسن توجيهها والإستفادة منها وإفهام الطفل بأنها مخالفة للواقع، ونقول أخيرا إنه إذا نشأ الطفل في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها بوعودهم وكان شعارها الصدق قولا وعملا فطبيعي أن ينشأ صادقا في أقواله وأعماله هذا إذا ما توفرت له عوامل تحقيق حاجاته النفسية من إطمئنان وتقدير وعطف وشعور بالنجاح فلن يلجأ الطفل إلى التعويض عن النقص أو التغليف ضد القسوة والإنتقام أو غير ذلك من أنواع الكذب التي يتخذها صورا مناسبة للتعبير عن ذاته.