
بقلم/ آيات مصطفى أبوالحسن
الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف، في رحاب سيرته العطرة و سننه النورانية ومكارم وصفات أخلاقه الربانية،احتفاءا واحتفالا بمولده سيد الخلق أجمعين وخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم،نتعلم و نتأمل و نتدبر ونستفيد ونُبحر في علوم الدين و الدنيا، كتاب [زاد المعاد في هدي خير العباد] لمؤلفه ابن القيم الخوزيه فصول لسنن رسولنا الكريم في كل صغيرة وكبيرة و بأحاديث نبوية صحيحة.
ولد “المصطفى صلى الله عليه وسلم” يوم الإثنين من 12 ربيع الأول من عام الفيل، الذي سُمي بإسم الفيل لان “ابرهه الحبشي”جاء بجيوش حربية من الفيلة لهدم الكعبة المشرفة الا ان أهل مكة رفعو ايديهم الي الله فدعو عليه فأرسل الله عليهم طير أبابيل ترمهيم بحجارة من سجيل فهُزموه ونزلت فيهم سورة الفيل في القرآن الكريم.
(التوكل على الله) في كتاب “زاد العباد في هدي خير العباد” أشار “ابن القيم” للتوصل علي الأسباب المأمور بها بمعني..لا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ، ولا يجعل عجزه توكلا ، بل يجعل توكله من جملة الأسباب المأمور بها التي لا يتم المقصود إلا بها كلها .
ومن هنا غلط طائفتان من الناس : إحداهما : زعمت أن التوكل وحده سبب مستقل كاف في حصول المراد ،فعطلت له الأسباب التي اقتضتها حكمة الله الموصلة إلى مسبباتها ، فوقعوا في نوع تفريط وعجز ، بحسب ما عطلوا من الأسباب ، وضعف توكلهم من حيث ظنوا قوته بانفراده عن الأسباب ، فجمعوا الهم كله ، وصيروه هما واحدا ، وهذا وإن كان فيه قوة من هذا الوجه ، ففيه ضعف من جهة أخرى ، فكلما قوي جانب التوكل بإفراده أضعفه التفريط في السبب الذي هو محل التوكل ، فإن التوكل محله الأسباب ، وكمالة الاسباب بالتوكل على الله وضرب مثال، الحراث الذي شق الأرض ، وألقى فيها البذر ، فتوكل على الله في زرعه وإنباته ، فهذا قد أعطى التوكل حقه ، ولم يضعف توكله بتعطيل الأرض ، وتخليتها بورا ، وكذلك توكل المسافر في قطع المسافة مع اجتهاده و جهده في السير .
وأما توكل العجز والتفريط، فلا يترتب عليه أثره ، وليس الله حسب صاحبه ، فإن الله إنما يكون حسب المتوكل عليه إذا اتقاه ، وتقواه فَعل الأسباب المأمور بها ، لا اضاعها .
والطائفة الثانية : التي قامت بالأسباب ، ورأت ارتباط المسببات بها شرعا وقدرا ، وأعرضت عن جانب التوكل ، وهذه الطائفة وإن نالت بما فعلته من الأسباب ما نالته ، فليس لها قوة أصحاب التوكل ، ولا عون الله لهم وكفايته إياهم ودفاعه عنهم ، بل هي مخذولة عاجزة ، بحسب ما فاتها من التوكل .
واوضح ابن القيم فالقوة كل القوة في التوكل على الله ، كما قال بعض السلف : من سره أن يكون أقوى الناس ، فليتوكل على الله ، فالقوة مضمونة للمتوكل ، وبالكفاية والحسب اي الأخذ بالأسباب،وإنما ينقص عليه من ذلك بقدر ما ينقص من التقوى والتوكل، ومن يفعل ذلك لا بد أن يجعل الله له مخرجا من كل ما ضاق على الناس ، ويكون الله حسبه وكافيه …فالقوة مضمونة للمتوكل بالأسباب المأمور بها والتوكل علي الله ، وهما المفتاح والكفاية.
و فيها أشار ابن القيم عن سنة رسولنا الكريم في “التوكل على الله” أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد العبد إلى ما فيه غاية كمال الحاجة و الشيئ ، ونيل مطلبه، أن يحرص على ما ينفعه ، ويبذل فيه جهده ، وحينئذ ينفعه التحسب و التوكل ، وقول ( حسبي الله ونعم الوكيل ) بخلاف من عجز وفرط اي عدم الأخذ بالأسباب وعدم اجتهاده فيها، حتى فاتته مصلحته ، ثم قال ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فإن الله يلومه ، ولا يكون في هذا الحال حسبه ، فإنما هو حسب من اتقاه وتوكل عليه .
وقد استدل بذلك من
القاعدة القرآنية لسورة الطلاق : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
صلي الله علي محمد صلي الله عليه وسلم الذي قيل في مدحه
“وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ “
“خٌلقت مبرأ من كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كما تشاءُ”
“فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ، وأنه خير خلق الله كلهم”.
جدير بالذكر..كتاب “زاد المعاد في هدي خير العباد” لمؤلفه أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنْ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ الزُّرْعِيَّ المعروف باسم “ابْنِ قَيَّمِ الجُوزِيَّةِ” أو “ابْنِ القَيَّمِ”. هُوَ فقيه ومحدّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد ولد في مدينة دمشق، ويعد واحد من أبرز أئمّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
ويعتبر الكتاب مرجعًا هامًا للعلماء والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية و له تأثير كبير على الفكر الإسلامي.
الكاتبة/آيات مصطفى