منوعات

يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: في العصر الحديث

من مفارقات التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث أننا لم نعد نعرف لماذا لا نعرف، لقد جعلنا التقدم العلمي نكتشف أن العالم والحياة والكون لا تزال مليئة بالأسرار ومفعمة بأمور مجهولة لا نعرف عنها شيئا، فقد توصل العلم إلى إماطة اللثام عن غوامض كثيرة من المجهول وإرتياد آفاق جديدة أدت إلى الكشف عن حقائق لم تكن تخطر على البال في كثير من جوانب الحياة ومظاهر الكون الذي نعيش فيه.

وعلى الإنسان أن يتوقع حدوث مفاجآت و أحداث في المستقبل تكون بمنزلة فتوحات جديدة لميادين وعوالم قد تقلب كل توقعات البشر ورؤاهم وتغير كثيرا مما كان العلم والعلماء يتصورون أنه من الحقائق الثابتة ولكن المفارقة هنا هي أن المخاطرة هي الطريق الوحيد لدرء الخطر بل إنها الطريق المنطقي إلى إحراز التقدم وأن المجتمع الذي يحرص على الإبتعاد عن المجازفة هو مجتمع خامل يفتقر إلى روح الريادة وطلب الرقي وإحراز التقدم.

فالمخاطرة هي وسيلة العالم المعاصر إلى النجاح والتقدم فإنشغال المرء بالمستقبل قد يكون مدعاة للبحث عن المخاطر لدرجة أن هناك من العلماء من يصف مجتمع الغد بأنه مجتمع المخاطر العلمية والتكنولوجية التي سوف تواجه الإنسان وتفرض عليه من التحديات التي يتعين عليه تذليلها ويبدو أن المخاطر ومواجهتها قد أصبحت أسلوبا منهجيا للتعامل مع الحياة وأن ذلك سيكون هو النمط الغالب على النشاط البشري في المستقبل نتيجة للتغيرات المتلاحقة التي يتعرض لها العالم في كل المجالات وقد يكون الأقرب إلى الصواب أن نقول إن لكل عصر مخاطره التي تتصل إتصالا مباشرا بالمرحلة التطورية التي وصل إليها والظروف العامة الغالبة عليها والتي تتحكم في أنماط الحياة السائدة فيها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى