كتبت: منال سعيد
في أكتوبر 2023، استهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه بتهديد واضح لتدمير قطاع غزة وإعادته إلى الوراء بمقدار 500 عام. تلى ذلك إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية” رداً على عملية “طوفان الأقصى”، حيث استهدفت جميع مناطق قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني بغارات مكثفة من الجو والبحر والعمليات البرية.
أهداف الحرب
لم يكن الهدف المعلن من هذه الحرب القضاء على من وصفهم بالإرهابيين فقط، بل تضمن أيضًا إفراغ القطاع من سكانه من خلال التهجير والنزوح، وتدمير البنية التحتية والقطاع الزراعي، مما يجعل القطاع غير صالح للسكن الآدمي.
حجم الدمار
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً يشير إلى أن غزة ستحتاج إلى نحو 15 عامًا لتطهيرها من الركام الذي يقدر بأكثر من 40 مليون طن. سيتم تنفيذ ذلك عبر أسطول من 100 شاحنة مخصصة لنقل الركام، بتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار. ستحتاج هذه العملية إلى أرض تبلغ مساحتها 1235 فدان لدفن الأنقاض التي لا يمكن إعادة تدويرها.
تكلفة إعادة الإعمار
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) صرح أن إعادة إعمار غزة لن تنتهي قبل عام 2040 بتكلفة تصل إلى 40 مليار دولار. أضاف البرنامج أن غزة قد عادت بالفعل إلى مستوى التنمية في الثمانينيات، مما يعني محو 44 عامًا من التقدم.
تأثير القصف على البنية التحتية
قطاع غزة البالغ مساحته 360 كم مربع تعرض لقصف كثيف بالقنابل والصواريخ التي تزن 2000 رطل، مما أدى إلى تغييرات جذرية في تضاريس المنطقة حيث أصبحت التلال الرملية هي المشهد السائد. وأكد تقرير الغارديان أن 10% من القذائف لم تنفجر، مما يشكل خطراً كبيراً على المدنيين.
الأضرار المادية
بحسب إحصائية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تضرر أكثر من 137297 مبنى في غزة نتيجة القصف المستمر، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي المباني المتضررة. من هذه المباني، دمر ما يزيد قليلاً عن ربعها، وتضرر نحو عشرها بشدة، وتضرر ثلثها بشكل متوسط. الأرقام قابلة للزيادة مع استمرار الحرب.
خاتمة
إعادة إعمار غزة تتطلب جهوداً هائلة وموارد ضخمة، حيث تسببت الحرب الأخيرة في دمار شامل أثر بشكل كبير على البنية التحتية والاقتصاد والمجتمع. التحدي الآن هو توفير الدعم اللازم لبدء عملية إعادة البناء وتوفير حياة كريمة وآمنة لسكان القطاع.
