سياسة

الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل من القمة الي سجين طرة

الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل من القمة الي سجين طرة

كتبت/ سحر عبد الفتاح
لقب الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل بالعديد من الألقاب المهمة التي كانت تصفه بإنه صانع السياسة، عبقري الصحافة العربية، والأستاذ، بدأ الكاتب محمد حسنين هيكل عمله في بلاط صاحبة الجلالة في عام 1942، وكان شاهدا على صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى رحيله عن عالمنا فى ١٧ فبراير عام ٢٠١٦ ، فهو لم يكن شاهدا علي تاريخ سياسي معمق فقط بل كان بحكم عبقريته الصحفية والسياسية، وصداقته مع الزعيم جمال عبدالناصر والاقتراب منه أصبح كاتب الزعيم ومحرر خطاباته ، وكان بحكم تلك الصلة مشاركا في صنع القرارات السياسية، هذا غير أنه كان شاهدا علي المراحل الانتقالية للوطن بداية من حكم الملك فاروق وحتي حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي..
خاض هيكل معارك سياسية بعد أن كان عقل الرئيس عبد الناصر ، أصبح معارضا لسياسة الرئيس انور السادات واعتقل ضمن اعتقالات سبتمبر ١٩٨١ حيث قضي ثلاثة أشهر داخل سجن مزرعة طرة، كانت تجربة قاسية بالنسبة له حيث تناول تفاصيلها في كتابه “خريف الغضب”..
تولى الأستاذ هيكل مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام، وقدم عشرات الكتب التى كان فيها صحفيا وكاتبا ومُحللا وشاهدا على التاريخ، ترجمت مؤلفاته وكتبه الي ما يقرب من الثلاثين لغة، لذلك هو كاتب سياسي مهم وعالمي أيضا، بالإضافة الي إتقانه التحدث بعدداً من اللغات الأجنبية ومن بينها ” الإنجليزية ، والفرنسية ” الأمر الذي كان يجعله يستطيع التواصل والإطلاع على ثقافات مختلفة وجديدة..
قال عنه أنتوني ناتنج (وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية في وزارة أنتوني إيدن) ضمن برنامج عن محمد حسنين هيكل أخرجته هيئة الإذاعة البريطانية ووضعته على موجاتها يوم 14 ديسمبر 1978 في سلسلة «صور شخصية»: وقيل أن هيكل عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه، وعندما أبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه هيكل.
وثق متحف هيكل في مكتبة الإسكندرية الذي تم افتتاحه في فبراير عام ٢٠٢٢ ، تاريخ الأستاذ هيكل وضم مجموعة من متعلقاته الشخصية مثل ساعة يده، وخاتمه، ومجموعة من أقلامه ونياشينه، وعدد من الخناجر التاريخية، وتناول المتحف محطات الاستاذ منذ ميلاده ومحطاته السياسية حتي رحيله، المتحف مصمم علي شكل مكتب هيكل في بيته، الأمر الذي يشعر فيه الزائر انه قريب جدا من الكاتب واهتماماته وافكاره ويطلع علي مؤلفاته، كما يضم المتحف ٤٠٠٠ كتاب إصدارته في طبعتها المختلفة ، وصور تذكارية للأستاذ ، وأوراق ثبوتية مثل شهادة ميلاده وبطاقته العائلية، وجوازات سفره الدبلوماسية والشخصية وغيرها من الأوراق والخطابات، وصور له مع الزعيم جمال عبدالناصر وأنور السادات، وأنديرا غاندى، وياسر عرفات ومع السيدة أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وغيرهم من نجوم الفن والأدب ، الي جانب وصيته الأخيرة مكتوبة بخط يده وهي مكونة من عشرة صفحات..
أذاعت قناة الوثائقية فيلم عن وصية الأستاذ هيكل بعد رحيله الذي تركها لزوجته السيدة هدايت قائلا لها: “أعود الآن إلى ما أريد قوله بشأن تلك اللحظة التي أنتظرها، وأعيد عليك مرة أخرى أنني أريدها لحظة جليلة محصنة بالكبرياء وليس بالتكبر، وتلك هي الأمانة التي أحفظها بين يديكِ وبين يدي أبنائنا الثلاثة: إنني لا أعرف أين تحين تلك اللحظة التي أتمناها جليلة، وسواء جاءت في بيتي، أو جاءت خارجه “وذلك ما لا أتمناه” فإني أطلب في ساعات الانتظار قبل التوجه إلى المرثى الأخير أن أكون في غرفة، وعلى سرير، وأن تكون هناك شمعة وحيدة موقدة، وأن يتردد في الغرفة، وبصوت خفيف، رنين قرآن مسجل بصوت أحد المقرئين الذين أحببت الاستماع إليهم في الأيام السابقة “الشيخ محمد رفعت، أو الشيخ مصطفى إسماعيل، أو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى