فن وثقافة

الشاعر جمال بخيت: ثورة يوليو هي التي أتاحت لي ولإخوتي التعليم وأكسبتنا الوعي والثقافة

الشاعر جمال بخيت: ثورة يوليو هي التي أتاحت لي ولإخوتي التعليم وأكسبتنا الوعي والثقافة

كتبت/ سحر عبد الفتاح
ولد الشاعر والكاتب الكبير جمال بخيت في ٢٩ من يناير عام ١٩٥٤.. ومن المعروف عنه إنه كان ينتمي للتيار الناصري قلباً وقالباً ، وكان يشارك بتصريحاته البناءة في العديد من التحقيقات الصحفية لجريدة العربي الناصري ، أشعاره كانت تكافح نظام مبارك قصائد كانت اعتراضية مباشرة ومنها ” الواد كبر ” و”الفترة الجاية لسوهارتو ” والعديد من القصائد الأخري، وقد تغني ميدان التحرير قصائده وقد حي الشعب المصري فخورا بثورته بقصيدة “أرفع رأسك فوق انت مصري”، وقال إن حجم المؤامرات كبير لكن الإرادة المصرية ستنتصر ، ولم ينتهي الأمر عقب تنحي مبارك بل استمر نضاله ضد الإخوان وقد كتب ضدهم العديد من القصائد، ويذكر له قصيدة دين ابوهم اسمه ايه” وقد تحولت لكليب غنائي يحمل العديد من مشاهد العنف والارهاب، ومن اعمال الشاعر فلسطيني”، “المصري”، ” المسحراتي”، “أهلا رمضان” وبعد ثورة يونيو كتب العديد من القصائد منها مصر بتكبر رغم الصعب” وأوبريت مصر أم الدنيا قد الدنيا ” مع شاعر الحب والحرية والثورة جمال بخيت الذي كان لي معه هذا الحوار في عام ٢٠١٥ والذي نشر بتاريخ ٢٨ من فبراير في جريدة العربي الناصري في عددها ١٣٥٧. . وإليكم هذا الحوار .
★★★★★★★
* لقبت بالعديد من الألقاب عبر مشوارك الإبداعي ومنها شاعر الحب والحرية وأمير شعراء الثورة فأيهما أقرب الى قلبك ؟
– أنا أعتز بلقب “شاعر الحب والحرية” لأنه به معني لقيمتين كبيرتين جداً في الحياة، وقد عشت عمري كله من أجل الحب والحرية، هذا فضلا عن المعاني العديدة المهمة التي تتعلق بهم في حياتنا، وهما قيمتين لا ينفصلا عن اهداف الثورات التي يكمن مغزاها في البحث عن الحرية.
*ساهمت بالعديد من القصائد للتحريض على الثورة ضد نظام مبارك فكتبت ” الواد كبر” و “سوهارتو” وقصائد أخرى فهل كنت تتوقع قيام ثورة ضده ؟
– كنت أتمناها لكن لم أتوقعها سوي في الثلاث سنوات الأخيرة من حكمه، لأن الأوضاع لم تكن ستستمر على ما كانت عليه وكان كل شئ في البلد وصل لأزمة مقابل غباء نظامه وتوحشه وتجاهله لأحلام الناس وتكبره عليهم، وكان من الطبيعي أن يثوروا عليه ، ولو لاحظنا أن متوسط الاحتجاجات والاعتصامات الذي حدثت بداية من عام 2008 الي 2010 اقتربت من 2000 وقفة احتجاجية، شارك فيها جميع فئات المجتمع من قضاه وصحفيين ومدرسين وموظفين وعمال وفلاحين وأطباء وغيرهم من الفئات الأخرى، وهذا لان جميع قنوات التفاهم كانت مغلقة وأهمها القنوات السياسية، وقد رأينا كيف تم تزوير آخر
برلمان وما كان منه سوى أن يرد على معارضيه فيقول “خليهم يتسلوا” وتجاهل العديد من المهازل الأخرى، فكيف يمكن لنظام أن يتجاهل حادث مثل حادث العبارة الذي وقع في 2006 الذي راح ضحيته 1300 مصري ولم يعلن الحداد حتى ولو لعشر دقائق. ولم يعلن أن الحادث كارثة قومية، والألعن أنه ترك المتهم الأول في هذا الحادث لمدة شهرين البرتي أموره ويخرج من البلد ومن صالة كبار الزوار ثم أصدر قرار بعد خروجه يمنعه من السفر، وثاني يوم الحادث حصر هو وعائلته ماتش كورة وكان الشعب مجموعة من الهاموش، أو حتى ولو بيموتوا كلهم في حوادث مثل الدويقة وقطر الصعيد والعبارة يكون أفضل.
* ما هي رؤيتك لتضخم الإرهاب حتي نعيش في حرب ضده؟
– مبارك كان يربي وحش ليخيف به الغرب بمعنى يا إما أنا يا إما هذا الوحش، لكن الغرب يفهم مصالحه فقط ، وبمجرد تحول مبارك لكارت محروق تحولوا للتحالف مع الإخوان الذين هم ساهموا أيضا في صناعتهم، مبارك تصور أن لا بديل له لانه كان يمنحهم كل ما يريدون من ثروات ومن بترول وغاز وبالمجان، واستطاع في حكمه ان يحقق تراجع بالدولة على جميع المستويات، في الوقت الذي تبني فيه إسرائيل نفسها وتتعملق وتبني معسكرات عسكرية وتعد ابحاث نووية ورؤس نووية ونحن أمننا مستباح..
* إذا المؤامرة تطل برأسها ؟
– نحن شاهدنا حجم المؤامرة بأعيننا وكيف جاء الأخوان بمؤامرة أمريكية حقيقية التفت على إرادة الشعب المصري وتواطأت. مع النظام الأمريكي، والجماعة لديها قنوات مع التنظيم الدولي، خلال الـ 18 يوم أيام الثورة. تم الاتفاق على الحكم الـ البديل الحسني مبارك في مصر باعتبار أن الاخوان في القوة التي تنفذ لهم مطالبهم، هذا فضلا عن أن هذا التنظيم لم يدخل بلد الا وفتتها، دخل أفغانستان تفتتت في العراق تفتيت سوريا تفتيت لبيا والصومال والسودان حتى فلسطين التي هي تحت الاحتلال تفتيت لقضيتها وهذا تنظيم استعماری ماسوني عندما قررت امريكا هدم العالم العربي استعانت بهذا التنظيم الذي استخدم الدين شعار ، لكن ناس بذقون وهم ضباط في المخابرات ولهم راتب شهري منها، من أين أتوا بالسلاح الذي يستخدموه وله شروط فهو ضعيف ويستعمل في قتل الأفراد، لكن الغرب لا يعطيهم طائرات أو اسلحة يمكن أن تسلح الدولة ليقتلوا بعضهم البعض ، ويكبروا لانهم قتلوا مسلمين مثلهم، وهذا بهدف الهيمنة على الثروات وعقول العلماء، ولو وجدوا عالم مهم يا إما يقتلوه أو يعيش في الغرب لتظل المنطقة في تجريف مستمر.
* كتبت للرئيس جمال عبد الناصر ” ارجع بقي- و “المصري” والمسحراتي” رثاء فيه فهل تحلم بإعادة هذا الزعيم مرة أخرى؟
ـ مفيش حاجة بترجع تاني.. جمال عبد الناصر شخصية وطنية عظيمة وكان يريد بناء دولة في ظل ظروف قاسية، وله ایجابیاته وله اخطاؤه، لكنه لم يكن فاسد وكانت قراراته تابعة من وطنيته وكان حريص على توافر مقومات الدولة اهتم بالتصنيع الثقيل ونشره في ربوع مصر ، واهتم بالبحث العلمي وانشاء مراكز للبحث العلمي لم تكن موجودة من قبل، وكان تأثير مصر عربيا ودوليا في العالم واضح، لذلك احترم تجربته وأري انه أفضل زعيم جاء لمصر وأدين لثورة يوليو انا وأخوتي التي اتاحت لنا التعليم ، وكنا اثني عشر أخ وأخت فلولا ثورة يوليو ما كان أتيح لنا فرصة التعليم التي غيرت مسار حياتنا وأتاحت لنا أن نكتسب الوعي والثقافة وحضورنا في المجتمع وأهميتنا وإلا كانت ستسير بنا الحياة مثل فقراء مصر الذين كانوا يولدوا ويموتوا فقراء.
* كتبت أوبريت غنائي بعنوان “مصر أم الدنيا وقد الدنيا” وعنوانه مستوحي من كلمات الرئيس السيسي التي رددها بعد ثورة يونيو؟
– طلبوا مني كتابة اوبريت الاحتفالات اكتوبر الماضي وأنا كنت محروم من كتابة الاوبريتات في هذه المناسبة، لانهم كانوا يطلبوا مني كتابة اوبريتات لتمجيد مبارك وكنت اشترط عليهم أن اكتب ولكن ليس تمجيدا لمبارك بالتالي كانوا يقولوا لي “متشكرين”، وبعد ثورة يونيو عجبني تعبير السيسي الذي قال “مصر أن شاء الله هتفضل أم الدنيا وقد الدنيا” وهي عبارة تفاؤلية بالمستقبل بعد ثورة يونيو… بالرغم من تراجع الثقافة في عهد مبارك الى أن البعض ظل يقارن بين عهده وعهد الاخوان وبري أن النتيجة لصالحه ؟
– حسني مبارك كان يكره الثقافة ويكره الفن ويكره العلم وكان راجل عسكري بليد ليس لديه مشاعر ولا أحاسيس حتى يحترم الفن والثقافة، وهو حتى لا يفهم معني الثقافة وكان يعتبر المثقف عبارة عن شخص ” بيهلفظ” ولم يفهم أبدا أن الثقافة هي التي تبني الأمم وتحتوي على كل شئ وبها فهم عميق لمعني الفن والدين والاختلاف وتبني الانسان علي المستوي الروحي والفكري والجسدي وكثير من الأمور الأخرى.
*أسالك عن الجديد في إبداعاتك بعد الكليب المصور “دين أبوهم” من غناء المطربة الكويتية شمس؟
ـ أنا الآن أجمع أشعاري التي تم غنائها داخل اعمال درامية سواء في مسلسلات إذاعية أو في مسلسلات درامية أو في مسرحيات أو في افلام سينمائيه لإصدارها كمجموعة صوتيه متكامله ولدى كتابات صحفية كتبتها على مدار ثلاثين عاماً البعض مرتبط في موضوع واحد كتبت فيه باستمرار اعمل على نشرها في كتب ومن تلك الموضوعات مقالات عديده عن شعراء العامية مثل بيرم وحداد والأبنودي ونجم، وكثير من أجيال شعراء العامية .
* يمتلك المثقف حدث زرقاء اليمامة فما هي رؤيتك للمستقبل بعد ثورتين؟
ـ المستقبل رائع ولكن على المدى الطويل، وأى تغيير يحتاج لأمة بتاريخ مصر وحضارتها وبعدد أبنائها ٩٠ مليون، لكن حجم المشاكل كبير والضغوط والمؤامرات وحجم ما حدث من تجريف للثروات والعقول سيحتاج حتما لعلاج طويل، لكن ستنتصر الإرادة المصرية والشعب المصرى بدأ يفهم ويشارك في الانتخابات والاستفتاءات ومشاركته تعنى ضمان للمستقبل وصناعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى