الشاعر فوزي عبد الغفار: من معاناة اليتم إلى قمة الإبداع في العامية المصرية

كتبت: ندى الحناوي
برز الشاعر فوزي عبد الغفار كواحد من أبرز شعراء العامية المصرية، مستلهمًا من معاناة طفولته طاقة إبداعية جعلت منه رمزًا للأدب الشعبي المعاصر.
وُلد الشاعر باسم “فوزي محمد عبد الغفار الصعيدي’، وعرف في الأوساط الأدبية بلقب “الشاعر الباكي”، الذي اكتسبه خلال بداياته في بيت ثقافة أشمون بمحافظة المنوفية.
نشأ عبد الغفار يتيمًا، حيث فقد والده وهو في الرابعة من عمره، وعاش مع أخته الوحيدة وسط أجواء من الوحدة التي أثرت بعمق في وجدانه.
ألحقه جده منذ صغره بالكُتّاب ليحفظ القرآن الكريم، ما أسهم في تعميق حبه للغة العربية منذ نعومة أظافره، وخلال مراحل دراسته، بدأ يلقي الشعر ويتأثر بشدة بأشعار معلميه في المدرسة، ليخطو أولى خطواته على درب الإبداع.
البدايات والتأثر بالشعراء الكبار
تزامن التحاقه ببيت ثقافة أشمون مع ولادة شغفه الحقيقي بالأدب والشعر، حيث نهل من مكتبة البيت الثقافي ديوانًا تلو الآخر، متأثرًا بشعراء عظماء مثل “نزار قباني، صلاح جاهين، عبد الرحمن الأبنودي، وأحمد رامي’. كان هذا التنوع الأدبي رافدًا أساسيًا ساعده على تطوير أسلوبه الخاص في الكتابة، حيث أصبح البعد والشوق والحرمان أبرز مفرداته الشعرية.
منهجية الكتابة والإلهام
عن كتابته للقصيدة، يرى عبد الغفار أن الإلهام لا وقت له، إذ قد تولد الفكرة في أي لحظة غير متوقعة، ليقوم بتدوينها سريعًا ثم يعود إليها في هدوء الليل حيث السكينة التي تلهم الشعراء.
كما أوضح أن الشاعر هو أول ناقد لأعماله، مؤكدًا أهمية النقد البنّاء الذي يسهم في تحسين العمل الأدبي بعيدًا عن الأهواء الشخصية.
الشعر والنقد: علاقة متلازمة
يرى عبد الغفار أن الشعر والنقد وجهان لعملة واحدة، حيث يساعد النقد في تسليط الضوء على الجوانب الإبداعية في النصوص الشعرية، ومع ذلك، يشدد على ضرورة أن يكون النقد منصبًا على النص وليس على الشاعر نفسه، مشيرًا إلى أن الشعر هو لغة القلب، بينما النقد لغة العقل.
إرث شعري متواصل
تمثل رحلة الشاعر فوزي عبد الغفار نموذجًا مُلهمًا لتحدي الصعاب وتحويل المعاناة إلى مصدر للإبداع، ويواصل عبد الغفار نشر أعماله التي تلقى صدى واسعًا بين محبي الشعر العامي في مصر، متمنيًا أن يستمر في تقديم المزيد من الإسهامات الأدبية التي تعكس روحًا أصيلة ومشاعر إنسانية عميقة.
وفي ختام الحديث، نتمنى للشاعر الكبير فوزي عبد الغفار مزيدًا من النجاح والإبداع، ليظل قلمه أحد منارات الأدب الشعبي في مصر.