يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: للفرح أجنحة وللأحزان جذور

تأتي لحظة الفرح على جناحين كعصفور يحط على فرع شجرة قد لا تبصر من أين جاء ولن تعرف إلى أين يمضي؟ لعل شيئا كهذا هو ما تفعله بنا لحظة الفرح ومهما تكن أسبابها تختلف الأسباب وتتعدد وتتنوع كما تختلف شخصيات من يتلقونها ولكنها حين تنتهي بلحظة الفرح، فإن اللحظة في جمالها وإكتمالها تستغرقنا، ولعل هنا الإستغراق الأناني الجميل هو ما يجعلنا نفيق حين ندرك لحظة الفرح التي جاءت فجأة قد رحلت فجأة كذلك لأننا وهي معنا نكتفي بأن نعيشها لا أن نفهمها !
أما لحظة الحزن سواء كانت تهب كما تهب العواصف أو تتسلل كما تتسلل النيران وأيا كانت ردود فعلنا فهي تأخذ صورة من يحاول البحث عن ثغرة في هذا الحصار وكل هذه المخاوف والهواجس والشكوك .
ودائما ما نكتشف أن زمن الأحزان طويل وغائر وأن جذوره ممتدة لا في ماضينا القريب وحده بل في أعمارنا… كيف واصلت هذه الأحزان طريقها إلى زماننا؟
كيف واصلت كل هذه الرحلة التي هي من عمر الحياة ذاتها؟! لماذا لم يسرقها اللصوص الذين سرقوا أفراح الماضي؟ لماذا كانت هي الجزء من الميراث الذي لم يطمع فيه أحد ولم يتشاجر حوله أحد؟!
كما أرجو أن توافقني على أن العنوان الأكثر مناسبة لهذه السطور هو : طائر للفرح وغابة للأحزان.