يسر النوالي تكتب لـ«مصر الساعة»: أفضل هدية تقدمها الأم لأبنائها

إن أفضل هدية تقدمها الأم لأبنائها هي القدرة على إتخاذ القرارات هذا ما أشك أننا علمناه لأبنائنا حتى الآن ربما لأننا لا نراه هدفا يمكن القفز إليه.
بل نتيجة لطريق طويل من البناء نقضي وقتا كثيرا في دعم إيمانهم بالحياة الذي يضع نفسه أغلب الوقت على رأس أولوياتنا في واقع بات يمور بالإحباط والسخط في الأوقات التي لا يستغرقها فض الإشتباكات الغاضبة بينهم وبين العالم الخارجي.
أحاول كأم أن أبرز لهم الحياة كجوهرة وأروح أغريهم بالإفتنان بها أضع أيديهم على ما أعده جميلا أو له قيمة حقيقية وأعينهم على إكتشاف القبيح والزائف أفعل ذلك طوال الوقت بغير قصد تقريبا مدفوعة بتجربتي في الحياة.
إننا لا نحتاج إلى شيء حتى نتعلم الحزن نتعلمه سريعا ومبكرا جدا ولكننا نحتاج إلى أن نتعلم كيف نفرح بالحياة، أجد الجمال هو الباب الذهبي لفهم الحياة وعيشها أن نتعلم إكتشافه وأن نسعى إليه فيوصلنا بالمحبة كعلاج، لكن المحبة لا تعرف كيف تلد نفسها ولا يمكنك أن تحمل أحدا عليها، أتصور أن الجمال يلد المحبة، علينا فقط أن نتعلم كيف يبدو الجمال بكل وجوهه ونتدرب على أن نراه في أبسط مفردات الحياة.
فهل يمكنني أن أعد ذلك هديتي لأبنائي؟
تعلمت من تجارب الأصدقاء ألا أثق تماما في النتائج وأن أنفتح لجميع التوقعات، البارعون في التربية والحاذقون الذين أرهقوا أنفسهم في تطبيق توصيات المختصين لم يحظوا بنتائج مرضية.
في حقيقة الأمر تنطوي التربية على قدر من المخاطرة وكذلك هي الحياة يجب أن ندرك أننا لا ننفرد بتربية أبنائنا فالعالم بأكمله يربي معنا فأنا لم يقلقني يوما إختلافي عن المألوف أفعل برضا ما أراه صائبا أما حينما يتعلق الأمر بالأبناء فلا أخلو من مناوشة القلق بين حين وحين وعندئذ أهديء نفسي بالقول : هأنا أضرب لهم بنفسي مثالا في القدرة على الإختلاف ألا يعد ذلك تطبيقا يوميا على إستقلالية الشخصية التي تعد القدرة على إتخاذ القرارات من أبسط ملامحها ؟