ميرفت عزت: متحف “جاير اندرسون” منارة للحضارات المختلفة وينشر الوعي الأثري
ميرفت عزت: متحف "جاير اندرسون" منارة للحضارات المختلفة وينشر الوعي الأثري

يتسم متحف جاير اندرسون بخصائص خاصة تميزه عن غيره من المتاحف الأثرية، فهو يجمع في طرازه المعماري بين حقب تاريخية مختلفة ، كما إنه يحتوي علي العديد من التحف الاثرية الحضارية لبلاد مختلفة مثل دول آسيا وأوروبا ، الأمر الذي يجعله متحف حضارة ، هذا غير ما يقدمه من نشاطات وورش بالغة الأهمية لطلبة المدارس والجامعات وللمرأة ، والعمل علي نشر الثقافة الأثرية والتاريخية بين الأطفال والشباب، كما أن المتحف يقدم وعي متحفي لذوي الهمم، من هذا المنطلق أجريت حوار مع ميرفت عزت مديرة متحف “جاير اندرسون” وإلقاء الضوء عن نشاطات المتحف القادمة من خلال هذا الحوار ..
**********************
كتبت/ سحر عبد الفتاح
*********************
* في البداية نود القاء الضوء علي هذا الأثر التاريخ وأهم ما يميزه عن غيره من المتاحف الأخري؟
– متحف جاير اندرسون عبارة عن منزلين تاريخيين يرجع تاريخهما الي العصر العثماني، المنزل الأول يعود تاريخه الي القرن السادس عشر الميلادي بالتحديد الي ١٥٤٠ ميلادي ، والمنزل الثاني يرجع الي القرن السابع عشر بالتحديد الي ١٦٣١ ميلادي، المنزل الأول طرازه متأثر بالعمارة المملوكية، والآخر علي الكراز العثماني ، والمنزلان يتميزان بطابع البيوت الخاصة بالأثرياء في هذا الوقت ، ويخص المتحف ما تتميز به العمارة الإسلامية في الأساسيات فيما يخص المنازل منها المدخل المنكسر الذي يفضي الي فناء مغلق ينتهي بحائط، حفاظا علي حرمة البيوت، كما تحتوي المنازل علي أهم عنصرين في العمارة الإسلامية وهما السلاملك وهو مخصص للرجال من أهل المنزل وضيوفهم ، والمدخل الثاني هو الحرامليك وهو مقعد خاص بالنساء ويكون مزود بمشربيات ومشرفيات ..
* ما الفرق بين المشربيات والمشرفيات ؟
– المشربية هي مكان يوضع به القلل الفخارية لتبريد المياة، والمشربيات تسمح برؤية النساء للشارع دون أن يراهم أحد، حد، أما المشرفية فهي شباك يمكن فتحه حتي تري النساء الشارع ولا يراهم أحد..
* حدثينا عن القطع الأثرية المتنوعة والحقب التاريخية المختلفة في المتحف؟
– المتحف لا يعرض فترة تاريخية معينة، وانما هو يعد متحف حضارة مصغر ، ويحوي آثار لثلاث قارات وهم: “آسيا ..أفريقيا ..اوروبا ” القاعة الصينية بالمتحف تعرض قطع أثرية تنتمي الي الحضارة الصينية، والقاعة الهندية تعرض آثار تنتمي الي الحضارة الهندية ، هذا غير القاعة الفارسية ، والقاعة البيزنطية ، وقاعة الملكة آن وهي تعرض الحضارة الاوروبية، بالإضافة الي القاعة الدمشقية، ومن افريقيا قاعة الآثار المصرية القديمة التي تعرض آثار من عصور ما قبل الأسرات الي نهاية العصر الحديث..
* يطلق علي المتحف أكثر من أسم ما السبب وراء ذلك؟!
– يطلق علي المتحف اسم الكريتلية وهذا يرجع الي أن أحد المنزلين الذي يعود بناؤه الي القرن السابع عشر الميلادي والذي بناه الحاج محمد أبن سالم الجزار كان سكن لسيدة من جزيرة كيريت وهي آخر من سكن في المنزل لذلك اعتاد الناس تسمية المنزل ببيت الكريتلية ..
– أما تسمية المتحف “جاير اندرسون” فهو نسبة الي السير “جاير اندرسون” وهو كان ضابط في الجيش الإنجليزي جاء الي مصر في عشرينيات القرن الماضي وكان عاشقا لمصر وآثارها، وعندما زار المنزلين أعحب بهما وبالمكان وبالاثار المحيطة بهما حيث أن المنزلين يطلون علي جامع أحمد أبن طولون، ومن هذا المنطلق أجري “جاير” صفقة مع الحكومة المصرية وهي أن يضع مجموعته الأثرية في المتحف وأن يقوم بفرشه علي الطراز الإسلامي علي أن يتحولوا الي متحف يطلق عليه إسمه عند مغادرة البلاد، وهو بالفعل غادر مصر في عام ١٩٤٢ وتم افتتاح المتحف من الحكومة المصرية في عام ١٩٤٣ ذلك المتحف الذي يحوي المجموعة الأثرية الخاصة بالسير “جاير اندرسون” . وحتي الآن يطلق علي المتحف اسم الكريتلية وأسم جاير اندرسون..
* يشتهر المتحف انه يملك خطة سير للوعي المتحفي لذوي الهمم وبالأخص لذوي الإعاقة البصرية ؟
– المتحف يعطي اهتماماً كبيراً لجميع أبناؤنا من ذوي الهمم علي مختلف الإعاقات ، ويوجد بالمتحف مدرسة للتربية المتحفية منذ عام ٢٠١٩ ، المتحف ينظم معارض خاصة بذوي الهمم تحت عنوان “تتلف في حرير” وأول معرض كان يضم جميع الإعاقات من ضمنها الإعاقات البصرية والحركية، بالنسبة لذوي الإعاقة البصرية بالفعل المتحف به “طريق المكفوفين” وهو عبارة عن طريق مسار لتسهيل زيارة المكفوفين ومعهم مرشد للوحات الموجودة في المسار المصنوعة بطريقة برايل حتي يتمكن الكفيف قراءة الشرح للوحات بنفسه، وهذا المسار يتيح لهم الحركة بسهولة ، ليس هذا فحسب بل يغطي المتحف جميع قاعات المتحف التسعة والعشرين بلوحات برايل، وهذا ما يميز المتحف عن غيره انه يستطيع تغطية جميع القاعات باللوحات الخاصة ببرايل ، واللوحات صناعة يدوية بسيطة قام بصناعتها الفنان أحمد ناجي المسئول عن التربية المتحفية في جاير اندرسون، وهو كفيف البصر..
* هل تم عمل بروتوكولات تعاون بين المتحف وبين مراكز مهتمة بالإعاقات البصرية؟
– بالفعل تم التعاون مع جمعية بصيرة وعمل دليل للمتحف وما يتضمن من قطع أثرية وقاعات وأنشطة وذلك بطريقة برايل وتم طبع الدليل عن طريق آلات طباعة خاصة، وتم توزيع الكتالوج أو الدليل علي جميع مدارس المكفوفين في القاهره وخارج القاهرة ، كما أطلقنا مبادرة بعنوان “بسمة في لمسة” ومضمونها
هو الحصول على نماذج للقطع الأثرية الموجودة في المتاحف الكبري مثل المتحف القبطي واليوناني وغيرها من المتاحف حتي يتعرف المكفوفين علي تاريخ تلك القطع الأثرية من خلال اللمس، يعرف تكوين القطع والشرح التاريخ للقطعة، وذلك بهدف نشر التربية المتحفية للمكفوفين ليس فيما يخص متحف “جاير اندرسون” بل يتعرف علي مختلف المتاحف الأخري..
*المتحف يستقبل طلبة المدارس والجامعات باستمرار .. ماذا عن فيما يخص الوعي الأثري في هذا المجال ؟
– نحرص علي نشر الثقافة الأثرية والمتحفيه بين طلبة المدارس والجامعات، وذلك بهدف دمجهم في الأنشطة المتحفية وذلك من خلال برامج تدريبية في منتصف العام وفي إجازة الصيف يتعرف خلالها الطلبة بتاريخ متحف “جاير اندرسون”وقاعاته والشرح يكون من خلال اللغة العربية والإنجليزية والفرنس