من طابور الصباح المدرسي الي طابور التكيه
كتبت: منال سعيد
بينما يستعد العالم لاستقبال العام الدراسي الجديد، وينشغل الطلاب في تجهيز أنفسهم بالقرطاسية والحقائب والأدوات المدرسية، يعيش طلاب غزة واقعاً مختلفاً تماماً، إذ يواجهون مهام فرضتها عليهم ظروف الحرب بدلاً من الاستعداد للعودة إلى المدرسة.
لقد حرمت الحرب الشرسة في غزة عشرات الآلاف من الطلاب من عام دراسي كامل بسبب عمليات النزوح المتكررة، والاستهداف المباشر للمدارس، والمؤسسات التعليمية، والجامعات، إضافة إلى استشهاد عدد كبير من الطلاب والمعلمين.
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع، أصبح الاعتماد على الأطفال بشكل كبير وأساسي لتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر. فبدلاً من جلوسهم على مقاعد الدراسة، يصطف العديد منهم في طوابير للحصول على الماء، أو يجبرون على العمل في الشوارع لبيع السلع كونهم المعيل الوحيد لأسرهم.
ويقطع الطلاب مسافات طويلة ليس طلباً للعلم، بل للبحث عن الطعام، والأدوية، وشحن الهواتف المحمولة للتواصل مع العالم أو لمتابعة الأخبار.
حسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 14 ألف طفل قتلوا خلال الحرب على غزة، وأصيب آلاف آخرون. كما نزح 1.9 مليون شخص بفعل القصف الإسرائيلي، ومعظمهم من الأطفال الذين لا يحصلون على الماء والغذاء والوقود الكافي. بالإضافة إلى ذلك، يوجد 600 ألف طفل محاصرون في رفح بدون مأوى آمن بعد تدمير منازلهم.
وفقاً لإحصائيات اليونيسف، يعيش 19 ألف طفل في غزة تحت تهديد واضطرابات نفسية صعبة، مما اضطرهم إلى تدبير أمورهم بأنفسهم بعد فقدانهم لأفراد عائلاتهم. وأكدت اليونيسف تدمير 53 مدرسة بشكل كامل و167 مدرسة بشكل جزئي منذ بدء الحرب على غزة، مع تقدير أن أكثر من 80% من المدارس قد تضررت بشكل أو بآخر. وقد أدى استهداف الجيش للمدارس بشكل متعمد، والتي كانت ملاذاً للنازحين، إلى تفاقم الوضع الإنساني.
وفي بيان لوزارة التربية والتعليم في غزة، صرحت الوزارة بمقتل 4,037 طالباً و209 موظفين نتيجة القصف المستمر، وأكدت تضرر 4,368 طالباً وتدمير 388 مدرسة منذ السابع من أكتوبر.