مستقبل رأس الحكمة..تسهم سنويًا بـ25 مليار دولار في اقتصاد مصر الوطني
شرعت مصر في بناء مدينة رأس الحكمة الجديدة الضخمة على طول ساحلها الشمالي الخلاب، في خطوة جريئة لتجديد اقتصادها وتعزيز السياحة، بحسب ما نشره موقع ديلي إكسبريس.
يهدف مشروع رأس الحكمة الضخم، الذي من المتوقع أن تبلغ تكلفته 83 مليار جنيه إسترليني (حوالي 110 مليار دولار)، إلى إنشاء مجتمع حضري نابض بالحياة سيكون ضعف حجم برشلونة. مع خططه الواسعة النطاق للمناطق السكنية والمنتجعات الفاخرة والمؤسسات التعليمية ومطار جديد، يمثل هذا التطوير فرصة تحويلية لمستقبل مصر.
نظرة عامة على مشروع رأس الحكمة
بحسب خاص عن مصر، يقع مشروع رأس الحكمة في موقع استراتيجي على بعد حوالي 217 ميلاً من القاهرة ومن المتوقع أن يغطي مساحة 170 كيلومترًا مربعًا (حوالي 66 ميلًا مربعًا). تشمل الخطة الرئيسية الطموحة مناطق سكنية وفنادق دولية وأماكن ترفيهية ومستشفيات ومدارس وجامعات. يصف المطور العقاري مودون القابضة المشروع بأنه “مجتمع حضري متكامل وذكي ومستدام وشامل” يقع على خلفية خلابة من الساحل.
التأثير الاقتصادي وخلق فرص العمل
يتوقع الخبراء أن يعزز رأس الحكمة اقتصاد مصر بشكل كبير. وبحلول عام 2045، من المتوقع أن تساهم المدينة بمبلغ 25 مليار دولار (أكثر من 19 مليار جنيه إسترليني) سنويًا في الاقتصاد الوطني، مع خلق ما يقرب من 750 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر. يهدف المشروع إلى إنشاء بنية تحتية سياحية شاملة، بما في ذلك مطار جديد ووصلات سكك حديدية عالية السرعة، مصممة لاستيعاب أكثر من 400 مليون سائح في دائرة نصف قطرها أربع ساعات طيران.
الاستثمار والتعاون الدولي
من المقرر أن يجذب المشروع استثمارات كبيرة وتعاونًا دوليًا. إن إنشاء مرسى دولي ومنطقة حرة خاصة من شأنه أن يعزز جاذبيته. ستقود مودون القابضة المرحلة الأولى من التطوير، والتي تغطي 50 مليون متر مربع، بينما تتعاون مع مطورين مصريين ودوليين للمساحة المتبقية البالغة 120 مليون متر مربع.
أكد جاسم محمد بوعتابة الزعابي، رئيس مجلس إدارة شركة مدن القابضة، على الإمكانات التحويلية لرأس الحكمة، قائلاً: “من المقرر أن يصبح هذا المشروع جوهرة إقليمية في دولة تشتهر بالفعل بمعالمها السياحية الغنية والمتنوعة”. وسلط الضوء على النهج المبتكر الذي سيجلب هذا المشروع الضخم الرؤيوي إلى الحياة.
آراء الخبراء حول التنمية والاستدامة
أكد محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ADQ، على أهمية المشروع، واصفًا إياه بأنه “محفز لتنمية الاقتصاد المصري من خلال توفير الفرص للشركات وتحفيز السياحة”. وأعرب عن ثقته في قدرة مدن القابضة على تقديم حلول متطورة ومبتكرة من شأنها أن تخلق قيمة طويلة الأجل لمصر وشعبها.
أشار بيل أوريجان، الرئيس التنفيذي لمجموعة مدن القابضة، إلى أن مشروع رأس الحكمة هو أحد أهم استثمارات الشركة خارج دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أوضح وعد المشروع بتوفير “تجربة استثنائية للزوار والمقيمين على حد سواء”، مما يشير إلى التزام قوي بالجودة والاستدامة.
رؤية للمستقبل: المساحات الخضراء والحياة المجتمعية
تتمثل إحدى السمات البارزة لمشروع رأس الحكمة في التزامه بالاستدامة. تتضمن الخطة الرئيسية أكثر من 24 ميلاً من المساحات الخضراء، بهدف جعلها واحدة من أكثر المشاريع الضخمة خضرة في المنطقة. هذا التركيز على التكامل البيئي لا يعزز الجاذبية الجمالية للمدينة فحسب، بل يعزز أيضًا بيئة حضرية أكثر صحة لسكانها في المستقبل.
خطوة نحو التحول الحضري
يمثل مشروع رأس الحكمة الضخم معلمًا مهمًا في رحلة مصر نحو التحول الحضري والإنعاش الاقتصادي. بفضل خططها الطموحة وإمكاناتها الاستثمارية القوية والتركيز على الاستدامة، تستعد المدينة لتصبح لاعباً رئيسياً في سوق السياحة العالمية مع تحسين نوعية الحياة لسكانها. مع تقدم البناء، سيراقب المجتمع الدولي عن كثب لمعرفة كيف يتكشف هذا المشروع الرؤيوي وتأثيره على المشهد الاجتماعي والاقتصادي في مصر.