قصة كفاح شنودة.. طفل كفيف يضيء درب الإرادة بين الدراسة والحدادة

قصة كفاح شنودة، في زمنٍ أصبح فيه التحدي رفاهية لا يتقنها الكثيرون، يطل علينا “شنودة مؤمن” كشمعة تُنير طريق الأمل، رغم فقدانه لبصره إلا أنه لم يفقد بصيرته وإرادته، طفل لم يستسلم لظلام الإعاقة، بل صنع من طرقات المطرقة على الحديد أنشودة صبر وكفاح، ليؤكد أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد وإنما في الاستسلام.
التقت الصحفية شهد شعبان وأمنية هاني من أسرة تحرير مصر الساعة مع هذا النموذج الفريد، لتروي حكاية صبي جمع بين دفاتر الدراسة وشرر الحدادة، متحديًا المستحيل ومتفوقًا على الكثير من الأصحاء المبصرين.
خلال اللقاء، تحدث شنودة عن بدايات فقد بصره، وكيف لم يكن ذلك عائقًا أمام حلمه في التعلم والعمل. روى تفاصيل دخوله عالم الحدادة، وكيف يتعامل مع أدواته، وما التحديات التي واجهته في موازنة الدراسة مع المهنة، بالإضافة إلى المعوقات التي اصطدم بها بسبب إعاقته.

كما كشف عن الأشخاص الذين مدّوا له يد العون وكانوا سندًا له في رحلته، وتحدث عن طموحاته المستقبلية، موجّهًا رسالة قوية لذوي الإعاقة البصرية: “لا تجعلوا فقدان البصر حاجزًا أمام أحلامكم، فالقوة الحقيقية في الإرادة والعزيمة”.

ولم يخلُ اللقاء من لمسة إنسانية مع والديه اللذين أعربا عن فخرهما الكبير بابنهما، مؤكدين أنه لم يكن يومًا عبئًا، بل كان قدوة لإخوته. وأشارت والدته إلى أنه منذ طفولته لم يُشعرها بأي معاناة إضافية، فيما ثمّن والده دعم المحافظ والجهات الرسمية التي ساندت ابنهما في مشواره، رغم أن المحاولات الطبية في الخارج لم تُجدِ نفعًا.




ويثبت شنودة أن فقدان البصر لم يكن نهاية، بل بداية لرحلة نجاح وصمود، فالإعاقة لم تُقيده، بل أطلقت بداخله طاقة أكبر على الكفاح، ليبقى مثالًا حيًّا على أن الظلام قد يسكن العيون، لكنه لا يستطيع أن يطفئ نور القلب والإرادة.