أخبارسياسةمنوعات

في رحاب السيرة النبوية..الدكتورة فتحية الحنفي :”اليقين بالله مفتاح النصر و النجاة”

كتبت/آيات مصطفى أبوالحسن
“اليقين بالله”، في حوار وحديث مع الدكتورة/ فتحية الحنفي أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، واحتفاءا واحتفالا بمولده الشريف “المصطفى صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام” ، وعن، كيف نقتدي ونتعلم ونستفيد من سنتة الشريفة في كل امور حياتنا و كل ما يدور حولنا من احداث عصية من الرحمة و الإنسانية، نستعين فيها، “باليقين بالله” وكيف يكون ذلك مفتاحا للنصر و النجاة، أجابت قائلة،

من هديه صلي الله عليه وسلم  اليقين بالله يحقق المستحيلات ، ويتجلي ذلك في فتح النبي صلي الله عليه وسلم مكة ، حين أخرجه منها كفار قريش مهاجرا الي المدينة المنورة ( يثرب)  وهو صلي الله عليه وسلم علي يقين بأن الله سينصره ويدخل مكة منتصرا ، وهذا يؤكد ثقته المطلقة بنصر الله ، وحكمته في التخطيط العسكري ، مثل الكتمان ، والسرية في تحرك الجيش ، والهدوء عند توقف الناقة عند مشارف مكة ، فقد رتب النبي صلي الله عليه وسلم المجاهدين ، وجعل علي يمينه خالد بن الوليد ، وكان قد أسلم في تلك السنة هو وعمرو بن العاص ؛ وعثمان بن طلحة ، وجعل علي الميسرة الزبير ، وعلي المقدمة أبا عبيدة بن الجراح ، وأمرهم بالدخول في صبح يوم الجمعة  العشرين من رمضان ، فتعرض لهم نفر قليل ، ولم تكن بين الفريقين الا جولة حتي هُزم المشركون .

وتابعت دكتورة/فتحية تواضعه صلي الله عليه وسلم عند دخول مكةدخل النبي صلي الله عليه وسلم مكة وهو متواضع ، وكسر شوكة قريش ، حيث قال لامرأة خائفة ” هوني علي نفسك فانما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل “القديد” اي اللحم المجفف قديما.

وهنا يظهر قمة التواضع مهما بلغ المنصب من قوة وعظمة، فلما دخل صلي الله عليه وسلم مكة واطمأن الناس ، وامر بلال أن يؤذن ثم طاف البيت واستلم الحجر وأمر بكسر الأصنام داخل الكعبة و خارجها بقوس و قال :” جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ” الاسراء ٨١ .

وفي ثاني يوم الفتح أخذ مفتاح الكعبة من صاحبها عثمان بن طلحة الشيبي ثم وقف علي باب الكعبة وقال :” لا اله الا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ،  وهزم الأحزاب وحده ، ألا ان كل مأثرة أو دم أو مال يدعى في الجاهلية فهو تحت قدمي هاتين ، الا سدانة الكعبة وسقاية الحاج . يا معشر قريش ، ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظيمها بالاباء ، الناس من ادم وادم من تراب ” يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم….”الحجرات ١٣

وقال صلي الله عليه وسلم : يا معشر قريش ويا أهل مكة ، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم . قال : ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” ثم رد مفتاح الكعبة  الي سادتها ، فكانت معهم الي اليوم ..

من هنا يتأكد لنا أن يقين النبي صلي الله عليه وسلم بالله جعله مطمئن بنصر الله له ، وفيه دعوة الي العفو والتسامح في أعظم صوره، هذا اليقين المتسم بالسماحة العالية والرجاحة السامية من ذا الخُلق الطاهر قال تعالي” وانك لعلي خلق عظيم “.

وتابعت دكتورة فتحية، الواجب علينا أن نهتدي بهديه صلي الله عليه وسلم في أن اليقين بالله  هو شعور داخلي وثقة تامة بالله يظهر جليا في أوقات الشدة والابتلاء ، فالصبر علي البلاء مع الرضا بقضاء الله وقدره من أعظم مظاهر اليقين.

كما ان اليقين  بالاستعاذة من الشيطان الرجيم تحصن القلب من الشكوك والوساوس والأفكار الباطلة ، قال صلي الله عليه وسلم :” اذا ذهب بالنعلين فمن لقي من وراء الحائط يشهد أن لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة”.

وقال صلي الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه :” سلوا الله العفو والعافية ، فانه لم يعطي عبدا شيئا بعد اليقين خيرا من العافية “.

واضافت د.الحنفي، ان تعميق الايمان بالله من خلال تدبر آياته الكريمة وسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم ، والإكثار من الدعاء مع الإلحاح فيه مع تقديم الإستغفار والتوبة والإجتهاد في العمل الصالح والتقوى تزيد من اليقين بعظمة الله تعالي وتأييده لأنبيائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى