في ذكري ميلاد صلاح السقا علينا أن نتذكر الأيقونة الخالدة “الليلة الكبيرة “
في ذكري ميلاد صلاح السقا علينا أن نتذكر الأيقونة الخالدة "الليلة الكبيرة "

كتبت/ سحر عبد الفتاح
ولد صلاح السقا في ١١ مارس ١٩٣٢ وهو رائد مسرح العرائس في مصر بل وفي الوطن العربي، وهو مخرج الأوبريت الشهير “الليلة الكبيرة” وهو من كلمات وأشعار الكاتب الكبير صلاح جاهين، وألحان الشيخ سيد مكاوي، تم عرض اوبريت الليلة الكبيرة في مايو عام ١٩٦١ وهي تصف المولد الشعبي المصري بشكل ممتع من خلال شخصيات: “الأراجوز – بائع الحمص – بائع البخت – القهوجي – المعلم – العمدة – الراقصة – مدرب الأسود – الأطفال – المصوراتي – معلن السيرك – المنشد – الفلاح”، هي ملحمة مصرية أصيلة بالرغم من مرور عشرات الأعوام علي عرضها إلا أنها لا زالت باقية حتي الآن وخالدة،
قدم السقا العديد من الأعمال الأخري منها: “الأطفال يدخلون البرلمان، “خرج ولم يعد، “حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، ومقالب صحصح وتابعه دندش، وهي من أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، «أبو على» تأليف الشاعر سيد حجاب، و«عودة الشاطر حسن»، «عقلة الصباع»، «الديك العجيب»، تأليف إيهاب شاكر، وحوار صلاح جاهين، «حكاية سقا» تأليف سمير عبد الباقي.
حصل السقا على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس وعمل بالمحاماة، ولم يستمر فيها أكثر من عام، لعمله فنان عرائس، حيث التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير سيرجي أورازوف، الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحي وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلى مصر ليحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام ١٩٦٩، و أجرى العديد من البحوث على «تاريخ فن العرائس» وهي ما قررت بعد ذلك على طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد، وكلية التربية.
بدأ رائد مسرح العرائس مشيرته الفنية في مصر عام ١٩٦٠ عندما شاهد له الرئيس جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا وأعجب به بشده، بعدها قرر إنشاء مسرحا للعرائس يكون السقا مديرا له، وبعد ذلك تولى السقا العديد من المناصب منها رئاسة البيت الفني للمسرح ، ورئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، كما كان وكيل أول وزارة الثقافة وبالإضافة إلى ذلك كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس UNIMA.
السقا هو رائد هذا النوع من الفن في مصر وتتلمذ علي يديه العديد من المبدعين في هذا المجال، وهو لم يكتفي بأنه رائد مسرح العرائس في مصر بل ساهم في تأسيس العديد من مسارح العرائس في العديد من الدول العربية مثل سوريا والعراق وقطر والكويت..
حصل السقا على العديد من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية وفي ١٩٧٣ حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية في ١٩٨٠ كما منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وسام خاص بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام ١٩٨٩، وكانت النمسا كرمته من قبل عام ١٩٨٠، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن ١٩٨٥، وتقلد بالميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا ١٩٨٦، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام.
من المعروف أن صلاح السقا هو والد الفنان أحمد السقا ، وتحدث كثيرا السقا عن والده في العديد من الحوارات، وكان يتحدث عن صفاته الطيبة التي زرعها في نفسه حيث كان يقول: “والدي زرع بي الطيبة والجدعنة وحب الغير، وكان كريما جدا لدرجة أن والدتي كانت دائما تشتكي من تبذير وتقول له: “استثمر فلوسك وما تصرفش كل قرش معاك” وكان يرد عليها ويقول “أنا استثماري الحقيقي في أولادي”.