اخبار عالمية

عودة لواء كفير للمشاركة في الحرب على غزة: نظرة شاملة على تاريخه ومهامه

كتبت: منال سعيد
في ظل التصعيد العسكري المتواصل على قطاع غزة، أثار الإعلان عن عودة لواء كفير الإسرائيلي للمشاركة في العمليات الحربية تساؤلات واسعة حول تأثير هذه الخطوة وتداعياتها، يُعد لواء كفير، الذي انسحب من القطاع عام 2005 بعد تنفيذ خطة فك الارتباط، من أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، ومعروفًا بتخصصه في مكافحة العمليات الفدائية وتنفيذ المهام القتالية في البيئات الحضرية المعقدة.

هذه العودة تأتي في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا غير مسبوق، وسط تقارير حقوقية تتهم اللواء بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعيد تسليط الضوء على دوره التاريخي ومهامه القتالية المثيرة للجدل.

انسحابه من غزة في 2005
في أغسطس 2005، انسحب لواء كفير، أحد أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، من قطاع غزة ضمن خطة فك الارتباط التي نفذتها إسرائيل آنذاك، منذ ذلك الحين، تمركزت عملياته بشكل رئيسي في الضفة الغربية، حيث أُسندت إليه مهام التصدي للعمليات الفدائية التي ينفذها الفلسطينيون.

سبب التأسيس وتكوينه
تأسس لواء كفير استجابةً لاحتياجات العمليات العسكرية المتزايدة في الضفة الغربية، التي شهدت ارتفاعًا في العمليات الفدائية، يضم اللواء كتائب متخصصة مثل: نحشون، شمشون، حاروف، دوشيفات، لافي، نيتساح يهودا، بالإضافة إلى وحدتي سييرت أوكيتز وسييرت لوتار، هذه الكتائب كانت تعمل كوحدات مستقلة قبل أن تُدمج لاحقًا في لواء واحد تحت القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي.

يرتدي جنود اللواء قبعات مموهة وأحذية حمراء، ما يميزهم عن غيرهم من ألوية الجيش الإسرائيلي، يركز اللواء بشكل أساسي على مكافحة ما يسميه الجيش الإسرائيلي بـ”الإرهاب”، خاصة في المناطق الحضرية والمعقدة.

مهام قتالية وتدريبات متقدمة
يُعرف لواء كفير بقدرته على تنفيذ عمليات عسكرية في بيئات حضرية ضيقة ومعقدة، بما يشمل حرب العصابات، يخضع جنوده لتدريبات تحاكي حرب الشوارع، مستوحاة من تكتيكات حزب الله وحماس، كما يتلقون دروسًا في اللغة العربية لتعزيز كفاءتهم في العمليات الاستخباراتية.

عودة اللواء لقطاع غزة
رغم انسحابه قبل سنوات، عاد لواء كفير للمشاركة في الحرب على غزة، حيث نفذ عمليات عسكرية شملت مجازر، كان أبرزها قصف مدرسة مهدية الشوا في 16 أبريل الجاري، تُتهم هذه العمليات بانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما أثار إدانات دولية واسعة، بما فيها انتقادات من صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية التي وصفت اللواء بالعنف المفرط.

اتهامات وتحقيقات دولية
نشرت شبكة “سي إن إن” تحقيقًا يتهم الولايات المتحدة بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات ضد لواء كفير، رغم علمها بانتهاكاته. أشارت الشبكة إلى أن واشنطن استمرت في تقديم مساعدات عسكرية للجيش الإسرائيلي دون فرض قيود على اللواء, وحذرت من أن استمرار هذه الجرائم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في غزة ولبنان.

يبقى لواء كفير محور انتقادات حقوقية ودولية بسبب عملياته في الأراضي الفلسطينية، عودته إلى غزة تضيف المزيد من التعقيد للصراع، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التحركات على الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى