د. رانيا جمال تكتب: صوت الحق راكن صف تاني

صوت الحق راكن صف تاني، عزيزي القارئ، في وقتنا الحالي أصبح الظلم منتشرًا بطريقة غير مسبوقة، وباتت همجيته بلا رادع، وكأن العدل أصبح لعبة حظ. الظالم يتمادى في حقوق الآخرين، يعيش في نعيم يفوق أحلامه، بينما يرزح المظلوم تحت وطأة التعاسة والألم الذي لا ينتهي. وكلما طالب بحقه المسلوب، تأتيه الإجابة المعتادة: “اصبر، فبالصبر ستنال حقك وزيادة”، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” [البقرة: 155].
ورغم قسوة الانتظار، يبقى الأمل معلقًا بوعد الله الحق: “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى” [الضحى: 5].
أما الظالم، وإن بدا أنه ينعم بالحياة، فإن ما يعيشه ليس إلا جحيمًا مستترًا. قد يحسبها مكسبًا، لكنه في الحقيقة يزيد من أوزاره، وكأنه يلعب لعبة خاسرة لا يدرك عواقبها.
وعلى الجانب الآخر، يظل المظلوم صامدًا رغم المحن، يحمل في قلبه الرضا بقضاء الله، مستمدًا من إيمانه طمأنينة لا تهتز. ومهما طال الزمن، سينتصر الحق وسيأخذ المظلوم حقه وزيادة، كما وعد الله بأن “وَيَجْعَلُونَ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ”.
قد يكون صوت الحق خافتًا أو مركونًا لبعض الوقت، وقد تحتاج محاكم الدنيا إلى أدلة، لكن عدالة السماء لا تعرف تأخيرًا، فالله تعالى سريع الحساب، ولن يضيع حقًا وراءه مُطالب.