د. أيمن صابر سعيد يكتب: يوم ثقافي في المجلس الأعلى للثقافة

هل فكرت يوما في الخروج من بيتك، بهدف قضاء وقت ثقافي ممتع، دون تحمل أي أعباء مالية؟ هل تتطلع في تكوين علاقات ثقافية واللقاء بالمثقفين والمبدعين والمفكرين، في كل المجالات، والانضمام إليهم والإفادة من اختلاف الآراء وتنوعها؟
هل تساءلت بينك وبين نفسك: كيف أكون مبدعا؟ كيف أنمي مهاراتي الأدبية والنقدية الفكرية والعلمية والتكنولوجية؟ كيف أنشر إنتاجي الثقافي والعلمي والفكري؟ كيف أكون واحدا من الفائزين بجوائز الدولة؛ التشجيعية والتفوق والتقديرية والنيل؟ ما الجهة المسئولة عن المبدعين الصغار والنشء والأطفال؟…إلخ
تكم الإجابة عن هذه الأسئلة -وغيرها كثير-تكمن داخل صرح عظيم، هو المجلس الأعلى للثقافة- وزراة الثقافة المصرية، بالقاهرة، فما النشاط الثقافي الذي يقدمه المجلس الأعلى للثقافة؟
كثير من الناس -حقيقة- ليست لديهم المعلومات كاملة أو كافية عن هذا النشاط الثقافي العملاق، وخلية النحل التي تعمل ليل نهار لنشر الوعي، وتقديم منتج ثقافي راق، يعبر عن الهوية المصرية، ويقوي الصلات بين أفراد المجتمع، ويذكرهم دائما بمجدهم وحضارتهم وتاريخهم وإنجازاتهم التي يشهد بها القاصي والداني، ويطالبهم بالمزيد والإضافة والتفوق والإبداع، في شتى المجالات، فكان لزاما علينا أن نعرض ذلك، بداية من النشاط الثقافي للشعب واللجان الثقافية.
تتكون الشعب واللجان الثقافية من (4) شعب ثقافية كبرى، ولكل واحدة منها أمين شعبة، تضم (24) لجنة، تتكون كل لجنة من مقرر اللجنة والسادة الأعضاء وأمين لجنة، وتعقد كل لجنة شهريا، وتمارس نشاطها على مدار الشهر، من أعمال وندوات ولقاءات داخل المجلس وخارجه؛ سواء أكان نشاطا فرديا للجنة أو بالاشتراك مع اللجان الأخرى، وهو ما يشهد نشاطا ملحوظا في هذه الدورة 2023- 2025، ومدة كل دورة سنتان، وهي على النحو التالي:
الشعبة الأولى: السياسات والتنمية الثقافية، وتضم (7) لجان هي:
لجنة مواجهة التطرف والإرهاب، 2- لجنة حماية الملكية الفكرية، 3- لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، 4- لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها، 5- لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية، 6-لجنة التراث غير المادي “الفنون الشعبية”، 7- لجنة الشباب.
الشعبة الثانية: الفنون، وتضم (5) لجان هي:
لجنة السينما، 2- لجنة المسرح، 3- لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه، 4- لجنة الفنون التشكيلية والعمارة، 5- لجنة فنون الطفل.
الشعبة الثالثة: الآداب، وتضم (4) لجان هي:
لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، 2- لجنة السرد القصصي والروائي، 3- لجنة الشعر، 4- لجنة الترجمة.
الشعبة الرابعة: العلوم الاجتماعية والفلسفة والأنثروبولوجيا، وتضم (8) لجان هي:
لجنة الإعلام، 2- لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية، 3- لجنة التاريخ والآثار، 4- لجنة التربية وعلم النفس، 5- لجنة الجغرافيا والبيئة، 6- لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، 7- لجنة الكتاب والنشر، 8- لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان.
وكل ما عليك فعله -عزيزي القارئ- أن تتابع الفعاليات والندوات التي يعلن عنها المجلس الأعلى اللقافة من خلال وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أعد المجلس صفحة “أمانة المؤتمرات” بهدف نشر الوعي والثقافة، سواء قبل إقامة الفعاليات بالإعلان عنها أو بعد تسجيلها ونشرها والإفادة من الحوارات والنقاشات بين أعضاء اللجان والمشاركين.
وهذه اللجنة الـ (24) تعمل باستمرار، وتغطي كل مجالات الفكر والإبداع، وتعقد الندوات التي يشترك فيها كل أفراد المجتمع بصفة يومية، من خلال مداخلاتهم، وعرض وجهات النظر المختلفة،
وفي هذا الصدد؛ صرح الأستاذ وائل حسين، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، “أن اللجان الحالية ستستمر في أداء مهامها حتى أكتوبر من العام الجاري، وهو الموعد المحدد لانتهاء دورتها القانونية وفقًا للوائح المنظمة لعمل المجلس،
موضحا أن تشكيل اللجان الجديدة سيبدأ اعتبارًا من شهر نوفمبر المقبل، بعد اعتمادها من وزير الثقافة والأمين العام للمجلس؛
حيث سيتم اختيار أعضاء جدد وفقًا لمجموعة من المعايير التي تضمن الكفاءة والفاعلية في الأداء، وأن اختيار الأعضاء يتم وفقا للمعايير واللوائح، التي تهدف إلى خدمة الوطن والمجتمع، وتلبي الآمال والطموحات المنشودة من هذه اللجان الثقافية، في ضوء وجود الخبرات والكفاءات والشخصيات العامة البارزة الداعمة لرقي المجتمع وتقدمه، وفي ظل مشاركات المرأة والشباب، وكل فئات المجتمع”.
وهذا الأنشطة والفعاليات تؤكد أن الدور المنوط بالمجلس الأعلى للثقافة هو وضع الخطط الثقافية، ومتابعة تنفيذها، ووضع الآليات وتوفير الأدوات المختلفة للعمل الثقافي الدؤوب، ضمن رؤية ثقافية شاملة تتناسب ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وتنفيذ كل الأفكار البناءة التي تنبثق عن لجان المجلس الأعلى للثقافة
في ظل وجود عدد كبير من المبدعين والمفكرين والباحثين، في شتى المجالات، فضلا عن أن المجلس الأعلى هو همزة الوصل وجسر التواصل بين اللجان وقطاعات الثقافة المختلفة من جهة، وبين وزارة الثقافة والمؤسسات الرسمية في الوزارات الأخرى من جهة ثانية، وبين الثقافة والمجتمع وتطلعاته من جهة ثالثة.
وتعقد جميع الندوات في قاعات معدة ومخصصة للأنشطة الثقافية المختلفة داخل المجلس الأعلى للثقافة، ما بين الدور الأول والثاني والثالث
ويمكن متابعة الإعلان عن هذه الأنشطة والندوات أو مشاهدة البث المباشر من خلال صفحة أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة. فالهدف الأسمى للثقافة هو بناء الإنسان؛ ثقافيا وفكريا وإبداعيا واجتماعيا ونفسيا، وهو ما يمكنك الشعور به من خلال قضاء يوم أو ساعات في المجلس الأعلى للثقافة، والمشاركة في حضور الأنشطة والندوات والفعاليات المختلفة. فهل نفعل؟