
بقلم /آيات مصطفى أبوالحسن
تعد غزوة بدر احد الفتوحات الإسلامية العظيمة في التاريخ الهجري وتُسمى أيضاً بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان هي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة كانت معركة بدر علي غير المنتظر من المواجهة و القتال مع المشركين من قريش سميت بدر بيوم الفرقان لأنها المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل وسميت بدر الكبرى حيث انتصر فيها المسلمون نَصَّراً مبينا كبيرا وكانت بمثابة فتحاً على الإسلام وأهله. غزوة بدر الكبرى التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة لها مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها
وسميت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر وهي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكَّة المكرمة والمدينة المنورة.
وتعود غزوة بدر للمسلمين ضد المشركين إلى أن قريش كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لكن قريش استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي – صلَّى الله عليه وسلم – أن قافلة تجارية لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال سوف تمرّ بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام.. وهنا اقسم النبي ان يسترد أموال المسلمين المنهوبة و المسروقة وقال «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة». وقد دعا الرسول للمسلمين بالنصر فقال: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني». ويروي ان الرسول في هذه المعركة كان ساجد لله بالدعاء و الرجاء والنجاة على مشركين قريش وكان لوحوحا بالدعاء و الاستغاثة بالله بالنصر وقد بشره الله بذلك وأمد الله المسلمين بمدد من الملائكة كما جاء في قولة تعالى: “وَلَقَدْ نَصَّرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِين بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين”.
ولهذه الغزوة أهمية بالغة مع الانتصارات الكبيرة التي تحققت للمسلمين، بالإضافة للتأثيرات الإيجابية التي خلّفتها في نفوسهم، حيث رفعت من معنوياتهم وزادت في إيمانهم وقوت من شوكتهم وذاع صيتهم، وهزَّت كيان أعدائهم، وأصبحوا ينظرون إلى المسلمين على أنهم قوة لا يستهان بها ويؤمن المسلمون أن الله تعالى قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أن الله تعالى قد أرسل و أنزل لهم مددا من الملائكة تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين بالملائكة أمر قطعي ثابت لا شك فيه قال تعالى﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}
وهُزم الأعداء في غزوة بدر وغنم المسلمون غنائم كثيرة؛كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم الجهاد وبذلك انتعش حال المسلمين المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.
فقد تكبدت قريش خسارة فادحة في هذه المعركة فقد قُتل فيها أبو جهل عمرو بن هشام وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وغيرهم من زعماء قريش الذين كانوا من أشد القرشيين قوةً وبأسًا وعداوة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية لقريش فقد بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن المدينة لم تعد تهدد تجارتها بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في الحجاز كله. وقد قًُتل فيها سبعون رجلا من المشركين و أسر سبعون أخرين منهم حتى قال رسول الله ﷺ: «استوصوا بالأسارى خيرًا»
