اخبار عالمية

خطة لتوزيع المساعدات أم تهجير للغزيين؟

كتبت: منال سعيد
أعلنت إسرائيل مؤخرًا عن خطة لتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة، وجاء ذلك عقب ضغوط أمريكية مكثفة لإدخال المساعدات إلى سكان القطاع الذين يعانون من الجوع منذ أكثر من ثمانية أشهر.

ما هدف إسرائيل من توزيع المساعدات؟

أنشأت إسرائيل مواقع لتوزيع المساعدات داخل السياج الفاصل بين منطقتي رفح وخان يونس، وتحديدًا في منطقة “موراج”، وبدأت فعليًا في توزيع المساعدات على الغزيين بحضور قوات عربية وأمريكية، وذلك عبر شركة أمنية مرتبطة بالاحتلال.

يأتي هذا بعيدًا عن القنوات الرسمية المعروفة مثل المنظمات الدولية والإنسانية التابعة لوكالة الغوث (الأونروا) والأمم المتحدة.

وبحسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الهدف المعلن من توزيع المساعدات هو ضمان بقاء المختطفين على قيد الحياة وسلامتهم.
لكن الهدف الخفي، كما يبدو، هو جمع معلومات استخباراتية وعسكرية عن المقاومة والمختطفين، واعتقال من تصفهم إسرائيل بالمطلوبين، مستغلة حاجة السكان للطعام في ظل الجوع الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر.

موقف الفصائل الفلسطينية من توزيع المساعدات

صرّحت الفصائل الفلسطينية في بيان لها أن: “عسكرة توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر شركة أمنية مرتبطة بالكيان والجيش الصهيوني، يأتي تنفيذًا لمخططات العدو لإلغاء دور المنظمات والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة”.

ودعت الفصائل إلى أن: “يتم توزيع المساعدات ضمن إطار عادل وإنساني وبدون تمييز، وبعيدًا عن الأجندات الأمنية والعسكرية الصهيونية، وذلك من خلال إسناد هذه المهمة إلى الأونروا، كونها تملك الخبرة والقدرة والبيانات والإمكانيات اللازمة لتنفيذ هذه المهمة وفقًا للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة”.

كما طالبت بـ: “ضغط دولي واسع وجاد على العدو الصهيوني لإعادة فتح المعابر، والسماح بدخول كافة المساعدات الإغاثية والطبية إلى المؤسسات الدولية، لإنهاء معاناة أكثر من 2.3 مليون إنسان يعانون من الجوع والقتل والحرق، في ظل مجازر صهيونية يندى لها جبين الإنسانية”.

خطط إسرائيل المقبلة

تسعى إسرائيل في الأيام المقبلة إلى إقامة أربعة مراكز لتوزيع المساعدات، معظمها في جنوب قطاع غزة، وواحد في المنطقة الوسطى.

وبحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، فإن من يتلقى المساعدات من مركز المنطقة الوسطى (نتساريم) يجب أن يتوجه جنوبًا، ولا يُسمح له بالعودة إلى الشمال، مما يعني عمليًا تنفيذ خطة لإفراغ شمال القطاع من السكان وإبقاء القوات الإسرائيلية فيه.

سؤال مفتوح

فهل ستنجح إسرائيل في تنفيذ خططها وإفراغ شمال غزة؟
أم أن وعي الغزيين وفهمهم لهذه المخططات، رغم الأوضاع الإنسانية القاسية، سيكون العائق الأكبر أمام ذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى