خطة ترامب لتهجير سكان غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”
منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، قدم نفسه كرمز للسلام وإنهاء الحروب، زاعمًا أنه سيجلب الأمن والاستقرار إلى الشرق الأوسط. غير أن سياساته وتصريحاته بعد توليه الحكم عكست رؤية مغايرة، إذ طرح خطة تهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه وتحويله إلى مركز سياحي واقتصادي تحت سيطرة الولايات المتحدة.
كتبت/ منال سعيد
منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، قدم نفسه كرمز للسلام وإنهاء الحروب، زاعمًا أنه سيجلب الأمن والاستقرار إلى الشرق الأوسط، غير أن سياساته وتصريحاته بعد توليه الحكم عكست رؤية مغايرة، إذ طرح خطة تهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه وتحويله إلى مركز سياحي واقتصادي تحت سيطرة الولايات المتحدة.
خطة التهجير تتكشف تدريجيًا
في أقل من أسبوع، صرّح ترامب علنًا بضرورة نقل سكان قطاع غزة إلى أماكن “أكثر استقرارًا”، مشيرًا إلى أن مصر والأردن يمكن أن تستقبلهما، مبررًا ذلك بكون القطاع “مدمرًا” جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ورغم الرفض القاطع من القاهرة وعمان لهذه الفكرة، واصل ترامب الترويج لها في المؤتمرات الصحفية، مما أوحى بأنها خطة جاهزة للتنفيذ.
منذ البداية، لم تكن مقاربة ترامب للأزمة في غزة تتعلق بوقف الحرب، بل بفرض واقع جديد يخدم المصالح الإسرائيلية، فبالتوازي مع الضغط لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، طرح رؤيته لإفراغ القطاع بالكامل من سكانه.
تصريحات ترامب: رؤية اقتصادية أم مشروع استيطاني؟
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترامب عن تصوره لغزة قائلًا: “نتخيل أن تصبح غزة مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا، مثل ريفييرا الشرق الأوسط، حيث يعيش الناس في وئام، ويمكن للفلسطينيين أيضاً أن يكونوا جزءًا من هذا المشروع.”
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية إزالة الأنقاض وتفكيك الأسلحة وإعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن ذلك سيوفر آلاف الوظائف ويخلق استقرارًا طويل الأمد في المنطقة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة نقل السكان إلى أماكن أخرى، مما يعكس نوايا واضحة بترحيلهم قسرًا.
وفي تصريح صادم يكشف أبعاد خطته، قال ترامب: “أنا أتحدث عن ترحيل 1.7 مليون فلسطيني من غزة بشكل دائم، وإعادة توطينهم في مكان آمن آخر.”
وعندما سُئل عن إمكانية السماح لهم بالعودة إلى غزة لاحقًا، أجاب: “سأجعلهم لا يرغبون في العودة.”
ردود الفعل الدولية والعربية
قوبلت تصريحات ترامب بموجة استنكار واسعة، إذ وصف القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، خطابه بأنه يعكس “تخبطًا وجهلًا عميقًا بفلسطين والمنطقة”، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني، مدعومًا بأمته العربية والإسلامية، لن يسمح بتمرير أي مخطط لترحيله.
في المقابل، شددت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ورفضت أي مساس بحقوق الفلسطينيين، كما أكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن الفلسطينيين متمسكون بالبقاء في أرضهم، داعيًا المجتمع الدولي إلى احترام إرادتهم.
هل ينجح ترامب في مخططه؟
عبر العقود، واجه سكان غزة الحروب والحصار والنزوح، لكنهم ظلوا متمسكين بأرضهم رغم الدمار وانعدام مقومات الحياة، فهل يمكن لأي قوة إجبارهم على مغادرتها؟ أم أنهم سيظلون متشبثين بها، كما تتشبث شجرة الزيتون بجذورها في الأرض؟